أطر تقديم صورة تركيا في ضوء التحولات في السياسة الخارجية : دراسة تحليلية للمواقع الإخبارية العالمية

عدد الاستشهادات بقاعدة ارسيف : 
1

المصدر

المجلة المصرية لبحوث الرأي العام

العدد

المجلد 18، العدد 2 (30 يونيو/حزيران 2019)، ص ص. 433-510، 78ص.

الناشر

جامعة القاهرة كلية الإعلام مركز بحوث الرأي العام

تاريخ النشر

2019-06-30

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

78

التخصصات الرئيسية

الإعلام و الاتصال

الموضوعات

الملخص AR

تتحدد المشكلة البحثية للدراسة في رصد صورة تركيا من خلال تحليل عناصر الصورة و أبعادها و اتجاهاتها و صناعها و المقارنة بين تلك الصورة خلال فترات أو مراحل زمنية مختلفة تمثل فترات مهمة في تاريخ تركيا و خاصة بعد مرور فترة من الاضطرابات في العلاقات التركية مع روسيا ثم العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك الانتخابات الرئاسية التركية التى جرت قبل موعدها بعام كامل في ظل ترقب و شد و جذب بين الأطراف المختلفة حول الفائز في تلك الانتخابات وعما إذا كان سيتم تغيير السياسات التركية بتغير الرئيس رجب طيب أردوغان و ما بعد فوزه في تلك الانتخابات في المواقع الإخبارية العالمية الروسية و الأمريكية و ذلك من أجل تحديد أوجه التشابة و الاختلافات في صورة تركيا في المواقع الإخبارية العالمية التى يحكم كلا منها أيديولوجية مختلفة.

و من خلال نتائج التحليل اتضح غلبة فن الخبر الصحفى بمواقع الدراسة يليه التقرير الصحفي تعكس هذه النتائج عدم تعمق المواقع الإلكترونية محل الدراسة في فترة التحليل الأولى و المتمثلة في الانقلاب العسكرى الفاشل الذى جرى على الأراضى التركية في نشر الأخبار الخاصة بالشأن التركى بشكل مستفيض حيث يتيح فن التقرير الصحفي مزيدا من المعلومات و هو ما زادت نسبته أى نسبة التقارير الصحفية نسبيا في فترة التحليل الثانية و المتمثلة في فترة تدهور العلاقات التركية الأمريكية و التقارب مع روسيا و الثالثة الخاصة بالانتخابات الرئاسية نتيجة الاهتمام المتصاعد تركيا و التي يزداد نفوذها يوما تلو الآخر.

لم تتنوع مصادر المادة الصحفية المنشورة على المواقع الإلكترونية محل الدراسة و ذلك في فترات الدراسة الثلاثة أى فترة الانقلاب العسكرى الفاشل بالإضافة إلى فترة تدهور العلاقات التركية الأمريكية و التقارب مع روسيا و أخيرا فترة الانتخابات الرئاسية و هو ما يعكس اهتمام المواقع الإلكترونية محل الدراسة بنقل وجهات النظر الخاصة بالدولة التي تبث الموقع و ذلك لشرح توجهاتها و إيديولوجيتها.

لم تختلف توجهات موقع "روسيا اليوم" طوال فترة الدراسة عن توجهات موقع الـCNN بالعربية حيث اتفقت المعالجة الصحفية للموقعين على بروز شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى كل من الرئيس الروسي بوتين و الرئيس الأمريكي السابق أوباما و بعدها الرئيس الحالي ترامب كمحور له دور فاعل في الأحداث و بعدها جاءت أدوار أخرى تمثلت في دور العاهل السعودى و الأمير القطرى.

وقد اتفقت المعالجة الصحفية في الموقعين على سلبية الصورة الخاصة بتركيا إلا أنها كانت أكثر سلبية في موقع روسيا اليوم عنه في موقع ال CNN بالعربية إلا أن الصورة اختلفت فترة التحليل الثانية و المتمثلة في فترة تدهور العلاقات التركية الأمريكية و التقارب مع روسيا و ذلك في ظل محاولات من الجانب الروسي لاستقطاب الجانب التركي في ظل علاقات عدائية أو شبه عدائية مع الجانب الأمريكي و يتفق هذا مع ما أكدته ( دراسة Hassan Selim2017) أنه في عام 2015 بدأت العلاقات التي تربط تركيا بروسيا في التراجع و ذلك في نوفمبر 2015 حيث قامت تركيا بضرب سلاح الطيران الروسي S4-24 و بعدها قام الطرفان بالاتفاق على السلام بعد 7 أشهر من المباحثات الدبلوماسية و الاعتذار لتركيا إلا أن الطرفين قررا فتح فصل جديد للعلاقات بينهما و الحوار و بعدما عادت العلاقات التركية الروسية كما كانت حدثت واقعة غيرت مسار العلاقات التركية الروسية وهي حادث مقتل السفير التركى على الأراضي الروسية[i].

اتضح أيضا عدم التوازن والموضوعية وغلبتها في كل من موقعي الدراسة و هو موقف نابع من طبيعة علاقة روسيا والولايات المتحدة بتركيا إذ تؤثر التحولات في السياسية الخارجية على طبيعة العلاقات بين الأطراف المختلفة و هو ما يظهر من خلال الإيديولوجيا الخاصة بالمواقع محل الدراسة.

اتفقت المعالجة الإخبارية على وجود عدد من القضايا الرئيسة التي أثرت على العلاقات التركية-الروسية و العلاقات التركية-الأمريكية و تتمثل تلك القضايا في: حادث الانقلاب العسكري في تركيا و أزمة مقتل السفير الروسي على الأراضي التركية أزمة إسقاط الطائرة الروسية "سو 24" على الأراضي السورية و اتهام تركيا بإسقاطها بالإضافة إلى أزمة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لفتح الله جولن المعارض التركي و دعمها للأكراد وهم أحد الأعداء الرئيسيين للجانب التركي بالإضافة إلى الأزمة الخليجية الدبلوماسية أو ما سمى بأزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر و التي اتخذت فيها تركيا موقفا مؤيدا للجانب القطرى و هو جزء نابع من سياسة تركيا المتمثلة في محاولة فرض نفوذها على الدول العربية و بالتالي الوقوف مع دولة مثل قطر حيث تتوافق مصالح كل منهما و توجاتهما المتمثلة في دعم تيار الإسلام السياسي في المنطقة و هوما يتفق مع النتائج التي أكدتها دراسة (2012Yilmaz Bahri ) و التي أكدت على أنه منذ عام 2007 أصبح الاهتمام التركى يتجه تدريجيا نحو جعل العلاقات بين تركيا و الدول العربية و الشرق الأوسط أعمق و أكثر قربا و خاصة بعد تولى أحمد داود أوغلو وزير الشئون الخارجية التركية[ii] كذلك يمكن القول إن تركيا أو أرودوغان قاموا بدعم تيار الإسلام السياسي و الذي تدعمه قطر أيضا و قطعت الدول العربية علاقاتها معه على أثر ذلك فنجد أن تركيا قامت بالتنسيق مع قطر خوفا من عزل الرئيس الأسبق مرسي عبر حشد الدول الغربية ضد ما أسموه "الانقلاب العسكرى" على "الرئيس المنتخب" وقد وصف أردوغان في تصريحاته مصر ب "دولة البلطجية" رافعا إشارات رابعة باعتباره الشعار الذي صنع في تركيا وفقا لما أكدته دراسة (محمد عبد القادر خليل 2013)"[iii] فلم ترتبط تركيا على مدار تاريخها مع مصر بعلاقات عدائية مباشرة كما ارتبطت بعد ثورة 30 يونيو و ذلك بسبب تحولها من طرف إقليمي مفترض أن يسعى إلى الحفاظ على مصالحه إلى طرف يسعى إلى تغيير المعادلة السياسية المصرية الجديدة لصالح جماعة الإخوان المسلمين فالموقف التركي لم يقتصر على مجرد إعلان المواقف المبدئية من سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر و إنما امتد إلى الممارسات السياسية و الأمنية التي تستهدف النيل من استقرار الدولة المصرية ذاتها و هو ما أكدته دراسة (محمد عبد القادر 2013)[iv] حيث إنه يمكن القول إن الصدام بين تركيا و الدول العربية ناتج بالأساس عن محاولات جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على الحكم في الدول العربية وأن تحل محل الأنظمة العربية الموجودة حاليا كما بدأ الخلاف واضحا عام 2013 بين الجانب التركي و المصري فقد اختارت تركيا الوقوف ضد مصر[v]وكأنما المصاب في اسطنبول و ليس فالقاهرة هذا ما يمكن الخروج به من انطباع أولى حول ردود الأفعال الخاصة ب "حزب العدالة و التنمية الحاكم" في تركيا اتجاه خلع الرئيس الأسبق محمد مرسي و كم كان معبرا مانشيت صحيفة "آنيدينليق" التركية اليسارية يوم سقوط مرسي "خلع طيب مصر" في إشارة إلى أن مرسي كان بمثابة رجب طيب أروغان في مصر[vi] و أيضا أكدت دراسة (أحمد سعيد نوفل و آخرون 2016) أن تركيا تعد من أبرز الفاعلين الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط و لذا فإن لسياستها الخارجية تجاه الإقليم ودوله و من بينها الدول العربية تأثيرا على هذه الدول و على مجمل الأوضاع في الإقليم فقد غلب على السياسة الخارجية التركية قبل مطلع الألفية الثانية التماهى مع السياسات الغربية تجاه الإقليم و إغفال العمق العربي و الإسلامي و ضعف دور تركيا الإقليمي غير أن هذه السياسة الأساسية شهدت منذ حكم حزب العدالة و التنمية عام 2002 تحولات استراتيجية أعادت تعريف مبادئها السياسية الأساسية و هدفت إلى صياغة دور جديد و مؤثر لتركيا غير أن هذه السياسة الخارجية و الدور الذي تلعبه أنقرة في السياسة الخارجية واجهت منذ عام 2011 عددا من التحديات و على رأسها اندلاع الربيع العربي في يناير 2011 إذ مثلت هذه الثورات لتركيا فرصة و عقبة في الوقت نفسه[vii].

تنوعت الأطر /strong> عن صورة تركيا في موقعي الCNN بالعربية وروسيا اليوم إذ تنوعت الأطر ما بين سلبية و إيجابية في الموقع الأول و تمثلت الأطر الإيجابية في: إطار مكافحة الإرهاب و إطار إعادة العلاقات الدبلوماسية بينما تمثلت الأطر في موقع روسيا اليوم في الأطر السلبية فقط و التي تمثلت في أطر الصراع و الانقلاب و الضغط الأجنبي أما في فترة التحليل الثانية و الثالثة فقد غلبت أيضا الأطر السلبية على تغطية موقع CNN بالعربية بينما غلبت الإيجابية على تغطية روسيا اليوم و كانت أبرز الأطر المستخدمة أطر الأزمة الدبلوماسية الخليجية إطار توتر العلاقات الدبلوماسية أطر الصراع و أخيرا الأطر الاقتصادية في موقع روسيا اليوم دون موقع CNN بالعربية أما فترة التحليل الثالثة فقد غلبت أطر الصراع تلاها الإطار الحقوقي على تغطية كلا الموقعين محل الدراسة.

أكدت التغطية الصحفية بشكل كبير جدا التقارب بين كل من الدوحة و أنقرة وقام كل من موقع روسيا اليوم و CNN بتغطية هذا الحدث و معالجته بشكل كبير نتيجة أهمية الحدث و بروزه المتمثل في قطع كل من المملكة العربية السعودية و البحرين و الإمارات العربية المتحدة و مصر العلاقات مع قطر في 5 يونيو 2017 و هو ما تم تصويرها على أساس أنها الأزمة الدبلوماسية الأسوأ في الخليج العربى على مدار عقود عدة كما أعلنت الأردن تقليلها للتمثيل الدبلوماسى في علاقاتها مع قطر تبعها عدد من الدول العربية إلا أن الكويت وعمان أبقيا على علاقاتهما مع قطر حيث اتهمت مصر و الدول الثلاث برعاية قطر للإرهاب و كانت تلك الأزمة الأسوأ حيث طلبت دول الخليج من القطريين المقيمين بها مغادرة البلاد و طرد دبلوماسييها بالإضافة إلى قطع العلاقات الاقتصادية و غيرها.

إلا أن الشيخ تميم بن حمد آل ثان قام بإنكار كل ما سبق من تصريحات تسببت في المقاطعة العربية معربا عن أسفه وأن ما حدث كان نتيجة عمليات قرصنة hacking لوكالة الأنباء القطرية وأن ما نشرته كان "خبرا مزيفا" فيما أرجعت الـFBI الأمر إلى روسيا وأنها هى من قامت بتلك العملية و بزرع الأخبار التى تسببت في الأزمة[viii] أعلنت الدول المقاطعة ست نقاط رئيسة لإرجاع العلاقات مع قطر بعد إيواء الأخيرة للجماعات الإسلامية المتشددة و التى قامت بإشعال المناطق العربية و خاصة تلك التى أصابها ما سمى بثورات الربيع العربى و كانت أهم تلك المطالب هى: إغلاق المنافذ الإعلامية القطرية المحرضة متمثلة في الجزيرة و التى تدعم الإرهاب مما يدل على أهمية الإعلام و الدور الذى يقوم به و قطع جميع التمويلات التى تقدمها قطر للجماعات الإرهابية و تسليم العناصر الإرهابية و قطع جميع العلاقات مع معارضو الدول الأربعة و عدم التدخل في شئون الدول الأربعة[ix].

إن قيام السعودية و الإمارات العربية المتحدة بقطع العلاقات مع قطر أعاد تقسيم خريطة الخليج العربى حيث إن قناة الجزيرة قد أساءت كثيرا للعالم العربى فقد وطدت قطر علاقاتها بإيران مع أنها تعد أحد أعداء المملكة العربية السعودية[x].

أما بالنسبة للشأن السورى فلم تتغير السياسة الخارجية للدول الثلاث تجاه سوريا أو الأوضاع فيها حيث ظل الموقف الأمريكي من لأسد على كرسي الحكم بينما اختلف موقف روسيا و التي ظلت تدعم وجود و بقاء بشار الأسد على كرسي الحكم في سوريا و تعكس النتيجة السابقة ما أكدته درسة (سعيد الحاج 2016) حيث أكدت الدراسة أن مصالح الجانب التركي تتمثل في إبعاد بشار الأسد حيث تعد سوريا بالنسبة إلى تركيا بمثابة بوابة تركيا إلى العالم العربي و تحاول تركيا السيطرة عليها و التدخل في شؤونها[xi]كذلك أيضا دراسة (قيس تمام 2015) و التي أكدت أنه مع بداية الاضطرابات في عدد من الدول العربية أواخر عام 2010 أيدت تركيا تيار المعارضة الذي أطاح برؤساء كل من تونس و مصر وليبيا و اليمن أما فيما يتعلق بالأحداث داخل الأراضي السورية فقد تطابق موقف القيادة التركية مع وقوف العديد من الدول الأوروبية حيث قامت تركيا و أوروبا بتأييد و مساندة المعارضة السورية ضد الحكومة ليس هذا فحسب بل أمدتها أيضا بالمساعدات المالية و العسكرية و مررت الإرهابيين عبر الحدود البرية بين تركيا و سوريا في الوقت الذي رأت فيه سوريا الأمل بأن تكون أوروبا فرصة مختلفة إلى حد ما عن الولايات المتحدة الأمريكية فقدمت الحكومة السورية الوعود إلى أوروبا التي تعد الأقرب في التكوين السياسي و الاقتصادي لها عن الولايات المتحدة الأمريكية و رغم تلكؤ الدول الأوروبية تجاه المنطقة العربية و انتهازيتها و اقتصارها في كثير من الأحيان على دور الوسيط أو المسوق للسياسة الأمريكية و أحيانا عجزها عن مواجهتها و انسحابها من مبادراتها الخاصة بها و انزوائها خلف المبادرات الأمريكية طالبت سوريا أوروبا أكثر من مرة بالقيام بدور أكبر في عملية السلام في الشرق الأوسط بعد أن تخلت و اشنطن عن "دور الوسيط النزيه" و هكذا يتجلى بوضوح أن موقف السياسة التركية تجاه سوريا و الأزمة التي مرت بها كان في غاية العداء[xii].

بل وأن الشأن السورى سبب مشكلات بين تركيا وروسيا و هو ما أكدته دراسة (اي ستيفان لاربي و غاليرظا نادر 2016) حيث أكدت الدراسة أن حادث إسقاط الطائرة الروسية سوخوي الذي قتل فيه أحد الطيارين و أنقذ الثاني الهدف منه إنهاء العمل باتفاق التنسيق فوق الأراضي السورية و هو ما يفسر تأكيد وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف على أن الحادث استفزازيا مدبرا و ليس ناتجا عن خطأ[xiii].

أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية التركية المبكرة فيتضح أنه بالنسبة إلى الشأن السوري فما زالت الأحداث متصارعة و كذلك لازالت تركيا متمثلة في الرئيس رجب طيب أردوغان مؤيدة لسيناريو عدم بقاء بشار الأسد على كرسي السلطة في سوريا وأنه لا مستقبل لسوريا في ظل وجوده و أكدت الانتخابات التركية الرئاسية على هذا الموقف إذ إن عددا من المرشحين أمام أردوغان كانوا يؤكدون تأييدهم لسياسات بشار الأسد أو على الأقل عودة اللاجئين السوريين الذين احتضنهم أردوغان على الأراضي التركية إلا أن كل ذلك انتهى بفوز أردوغان و تتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليهويتضح من مجمل ما سبق أن العلاقات التركية الروسية و العلاقات التركية الأمريكية قد شهدت توترا و صراعات بين الجانبين في فترة التحليل الأولى إلا أن العلاقات الدولية المتغيرة أثرت على توجهات الأحداث حيث أثر توتر العلاقة بين الجانب الأمريكى و التركي على مجرى الأحداث و أدى إلى محاولة الجانب الروسي استقطاب تركيا و خاصة بعد صعود النفوذ التركى في المنطقة العربية و العالم و هو ما يتفق مع ما أكدته نتائج دراسة (بسنت مراد فهمى 2016) من محاولة الحكومات التركية في الفترة ما بين 1923 و 2002 إعطاء أولوية الاهتمام لعلاقتها الدولية مع شركائها من الغرب حيث أصبحت تركيا تعتبر نفسها جزءا من الغرب وليست بدولة شرق أوسطية و أصبحت تعرف نفسها بأنها مؤسسة سياسية و اقتصادية وأمنية غربية كما هو الحال بالنسبة للناتو[xiv] و الجدير بالذكر أن العلاقات بين و اشنطن و أنقرة كاانت معقدة على الرغم من اتفاقهم في بعض القضايا مثل حلف الناتو و سوريا إلا أن التصريحات العدائية بين الطرفين كانت سرعان ما تأجج الموقف إذ إن خطاب أردوغان دائما ما يندد بما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية و هو ما أكدته دراسة ( Jim Zanotti و آخرون 2018)[xv] كما أنه يمكن القول أيضا إنه في المجمل يأتي توتر العلاقات بين تركيا في ظل التوتر في علاقة تركيا بمعظم دول الجوار الجغرافي أي سوريا و العراق و إيران وروسيا و أرمينيا و لعل السبب في ذلك هو انقلاب تركيا على نظرية صفر المشكلات و انخراطها في موجة (ثورات الربيع العربي) على أمل أن تأتي هذه الثورات بقوى سياسية و إيديولوجية إلى السلطة مما يجعل تركيا دولة مركزية وقائدة للعالم العربي إلا أن سقوط مرسي في مصر وضع نهاية مفجعة لهذه الأحلام و ضرب المشروع التركي في الصميم[xvi] و تؤكد دراسة (اميرة البربرى 2018) أنه على الصعيد الدولى فإن تركيا قد عانى اقتصادها من أزمة غير مسبوقة و خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكى مضاعفة الرسوم الجمركية على واردت الألومنيوم و الصلب التركية مما أدى زعزعة الثقة في الاقتصاد التركى و هروب الاستثمارات و رءوس الاموال الاجنبية و تراجع قيمة الأسهم و السندات التركية لتعيد الليرة التركية مكشوفة بلا غطاء يحميها من الانهيارات المتلاحقة وجاء تبرير الإدارة الأمريكية لهذا الإجراء كرد فعل على عدم الإفراج عن القس اندروبرنسنو الذى تحتجزه تركيا بتهمة مساعدة الجماعة التى تحملها أنقرة المسئولية عن محاولة الانقلاب على أردوغان عام 2016 و ترى الولايات المتحدة أن الأدلة التركية في هذه القضية غير موثوقة ودعا الرئيس الأمريكى أنقرة إلى اطلاق سراح القس الأمريكى فورا كما هدد بفرض عقوبات كبيرة على تركيا مالم تفرج عنه لكن قضية القس الأمريكى ليست بالضرورة السبب الرئيسى و راء الإجراءت الأمريكية الأخيرة حيث توجد مجموعة من الخلافات العميقة بين و اشنطن و أنقرة حول بعض الملفات إلا أن قضية القس الأمريكى عمقت التوتر و زادت من حدة الخطاب السياسى لرئيسى الدولتين و التى تميل إلى تهديد و التحدى اكثر منها الى الدبلوماسية مصبوغة بالنعرة القومية

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

منصور، راللا أحمد محمد عبد الوهاب. 2019. أطر تقديم صورة تركيا في ضوء التحولات في السياسة الخارجية : دراسة تحليلية للمواقع الإخبارية العالمية. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام،مج. 18، ع. 2، ص ص. 433-510.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-997372

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

منصور، راللا أحمد محمد عبد الوهاب. أطر تقديم صورة تركيا في ضوء التحولات في السياسة الخارجية : دراسة تحليلية للمواقع الإخبارية العالمية. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام مج. 18، ع. 2 (نيسان / حزيران 2019)، ص ص. 433-510.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-997372

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

منصور، راللا أحمد محمد عبد الوهاب. أطر تقديم صورة تركيا في ضوء التحولات في السياسة الخارجية : دراسة تحليلية للمواقع الإخبارية العالمية. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام. 2019. مج. 18، ع. 2، ص ص. 433-510.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-997372

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-997372