آليات التضليل الإعلامي في الخطاب الخبري للصفحات الزائفة المنتحلة لأسماء الصحف المصرية على شبكة الفيسبوك

الملخص AR

تعنى الدراسة بالبحث في آليات التضليل الإعلامي في الخطاب الخبري الصادر عن الصفحات الزائفة المنتحلة لأسماء الصحف المصرية الشهيرة على شبكة الفيسبوك بالتطبيق على صفحتي اليوم السابع و البوابة الزائفتين في الفترة منأول إبريل 2017م و حتى نهاية إبريل 2018م لتحديد الدوافع المحركة لإنشائها و اختيار أحداثها و كيفية صياغة أخبارها أي خصائص الممارسة المهنية و آليات الإقناع و التضليل الإعلامي التي يعتمد عليها هذا الخطاب الزائف في عملية التضليل المعرفيومنفحص فرضيتي الدراسة أصبح من الممكن استخلاص النتائج التالية: أيد الشق الكمي الظاهري لدراسة الأخبار الزائفة بالصفحات موضع التحليل فرضية التضليل الصريح لصالح النظام الحاكم المصري فيما أثار الشق الكيفي المتعمق الشكوك حول هذه الفرضية مرجحا كفة التضليل الكامن و نقصد به تعمد اختلاق أخبار إيجابية كاذبة و رديئة المعالجة و نمطية استفزازية على نحو يثير استجابات معرفية ووجدانية و سلوكية عكسية أي ضد النظام الحاكم و الصحف المنتحل أسمائها و هو ما يوضح أن أنشطة التضليل- عبر انتحال أسماء كبريات الصحف في مجتمعاتهم- لا تعمل بشكل مباشر في البيئة الرقمية بل تلجأ إلى التحايل و الخداع في طريقة نشر أخبارها الزائفة بين المستخدمين.

§ كما أوضحت الدراسة أن الصفحات الزائفة لم تركز على عمق التغطية الإخبارية و ما تحمله من كم هائل من الوقائع و التفاصيل من أجل التأثير على المتلقي في البيئة الرقمية فيما ركزت على متغيراتأخرى رصدتها الدراسة و هي: العجالة و كثافة التغطية و درجة الإثارة وتوظيف الاستمالات العاطفية و العناصر الجرافيكية الزائفة.

§ أثبتت الدراسة أن الأخبار الزائفة جاءت كصدى و انعكاس واضح للأخبار الحقيقية المثارة في فترة الدراسة.

§ و أثبتت الدراسة أن آليات التضليل الإعلامي لم تكن تقليدية فيانتهاج آليات الدعاية السوداء و صناعة الحروب النفسية المتعارف عليها عن طريق نشر الأخبار السلبية التي تثير الفزع و الرهبة و تحط من معنويات المواطنين و من ثم قدرتهم على التكيف و الاستقرار و الاتحاد و الإنتاج و النجاح بل على العكس تماما فالإعلام الزائف المعاصر ينتحل شخصية الصحف المصرية و يرتدي ثوبا وطنيا إيجابيا يغازل أحلام المواطنين و يبالغ في الدفاع و الإشادة بالنظام الحاكم في البلاد بشكل مدروس و مخطط لإحداث تأثير عكسي يستهدف تحطيم الثقة المجتمعية في دوائرها الرئيسية و هي: الدولة و الإعلام الوطني والمواطنين على حد سواء مستغلا حالة التذبذب و عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد الآن.

كما كشفت الدراسة عن تماثلات و تشابهات واضحة بين الصفحتين موضع الدراسة على نحو يرجح كفة العمل المنظم غير العشوائي و هو ما يستدعي جهودا أكبر لفحص باقي الصفحات الصحفية الزائفة على شبكة الفيسبوك للوقوف على حقيقة استراتيجية التضليل الإعلامي في هذا السياق و حجم تهديده.

و حذرت الدراسةمنأن إحدى تجليات التضليل الإعلامي المعاصر تجسدت في انتحالأسماءالصحف المصرية الشهيرة المعروفة بمواقفها الصحفية الموالية للنظام الحاكموالمتبنيةلقيمهورؤيته العامة في إدارة شئون البلاد و عداء خصومه السياسيين و هو ما يضع هذه الصحف في تحدي ترويض تحيزاتها من أجل إعادة بناء مصداقيتها لدى القارئ.

و أخيرا.

.

حذرت الدراسة من نشوءتحول بنيوي في الخبر السياسي موسوم بهيمنة روح الدعايةالتي تؤسس على رغبات و أحلام القراء مخططاتها التضليلية و هو ما يفسر نسبيا سبب رواج الأخبار الزائفةعلى شبكة الفيسبوك التي يمكنرؤيتها كسوق كبير يقوم فيه كل فرد بشراء و بيع ما يشاء من أخبار و معلومات على مزاجه الخاص و من ثم يمكن تفهم سر نجاح الأخبار الكاذبة و التافهة ذات الجودة الإعلامية المنخفضة في عملية التضليل فالمستخدم هنا يقرأ ما يحب قراءته بغض النظر عن صحته أو كذبه و هو ما يجعله فريسة سهلة لمخططات الدعاية و التضليل السياسي التي تنال منه من حيث أراد الترفيه و التخفيف من أعباء و اقعه.