تأثير التربية الإعلامية في عقلنة الخطاب الديني : دراسة شبه تجريبية

الملخص AR

أظهرت الدراسة الاستطلاعيةالتي استهدفت توصيف واقع التعامل مع الخطاب الديني عبر وسائل الإعلام التقليدية و الإلكترونية عددا من الملاحظاتيمكن حصرها في الآتي: 1- تمثلت أهم أسباب التعرض للخطاب الديني من قبل جمهور العينة (المسلمين و المسيحين)في التعرف على الحلال و الحرام فيما يخص الأمور الفقهية لمعرفة تعاليم الأديان السماوية و التزود بالفتاوى الدينية في القضايا الحياتية اليومية و بمراجعة تلك الأسباب نلحظ استخدام الخطاب الديني لأغراض المنفعة الشخصية التي تهدف إلى رفع القيم المعلوماتية و خلق حالة من الرضا الداخلي لدية.2- جاءت برامج الوعظ و الإرشاد من أهم المضامين التي تحرص عليها العينة و هو ما قد يلفت الانتباه لعدم وجود حالة من الفتور لدى الشباب فيما يخص تلك النوعية من المضامينالأمر الذي يستدعى مزيدا من الاهتمام بإسناد مثل هذه النوعية من البرامج إلى جهات دينية متخصصة تتسم بالوسطية و الاعتدال و المرجعيات الدينية الأكاديمية الموثوقة حرصا على سلامة ما يقدم.3- جاء التليفزيون بوصفه أهم مصادر تلقى الخطاب الديني لدى العينة و ذلك من خلال البرامج الدينية و القنوات المتخصصة تلاه مصدر صفحات الدعاة الجدد على صفحات التواصل الاجتماعي و بملاحظة تلك الصفحات نجد أن هناك تفاعلية كثيفة من قبل الجمهور على هذه الصفحات عبر فيس بوكحيث وجد فيها الجمهور فرصة للتفاعلية النشطة مع أصحاب تلك الصفحات حيث السؤال و التجاوب يتسم بالفورية.4- قناعة العينة بمصداقية المصادر التي يتم الاعتماد عليها و هو ما يستدعى الاهتمام والوعى بما يقدم من خلال التليفزيون أو عبر صفحات التواصل الاجتماعيخاصة وأن الجمهور يثق فيما يقدم فيها من أفكار و قيم.5- تمثلت مقومات الخطاب الديني الفاعل في توثيق المعلومة الدينية من الكتب السماوية المقدسةوأنه يتسم بالوسطية و الاعتدال و سهولة الصياغة و معاصرته كما أنه يهتم بفقه الأولويات في الحياه اليومية و بهذا نستشف من هذه الرؤية وسطية العينة ووعيها بأهمية الخطاب الديني و خطورتهأيضا الدور الذى يمكن له القيام به في حالة الدعوة إلىالتطرف و العنف و هو ما يمكن استنتاجهمن خلال تأكيد العينة على أن أهم ما يتسم به الخطابالديني المقبول لديهمهو وسطيته و سماحة العقائد السماويةبالتالي ينحى تماما فكرة إلصاق العنف بالدعوة و الإصلاح التي يروج لها البعض و يربط بين الخطاب الديني و بين ما تشهده بعض المجتمعات من موجات العنف و التطرف.6- جاء مستوى الرضا متوسط على اتساقمجمل الخطاب الديني مع مبادئ الأديان السماويةووسطية الخطابوهو ما يلفت الانتباه لضرورة الالتزام بصلب الأديان السماوية و عدم استغلال الدين في محافل السياسية و ذلك ضمانا لعدم تحريف الهدف من الخطاب الديني.