الصناعة النقدية في المحاكمات الأدبية : الأسس النقدية لنصفة القاضي الجرجاني أبا الطيب المتنبي في الوساطة أنموذجا

الملخص AR

يعمد هذا البحث إلى بيان أسس نصفة القاضي الجرجاني أبا الطيب المتنبي في كتابه (الوساطة بين المتنبي و خصومه) ووضعه حيث ينبغي أن يوضع بين شعراء عصره و أهل زمانه من دون تعصب له أو عليه من خلال التنبيه على محاسنه و عدم إغفال هفواته وهناته لإزاحة الركام عن تلك الخصومة التي درات حوله و تجلية ما شاع في تلك الحملة الشديدة و ما ورد فيها من مغالطات أبخست الرجل حقه و أظهرته كثير الزلل و السطو و الإغارة على أشعار الآخرين بهدف التوسط في الرؤية النقدية بين كل من القديم و الحديث و بين المغالين المبالغين في مدح المتنبي و تقديمه و نفي الزلل عنه و بين العائبين الذين حطوا من قدره و نفوا عنه كل فضيلة و أخروه عن القدماء و المحدثين جميعا وقد قامت هذه النصفة على أربعة أسس هي:
الأول: بيان عدم خلو عمل بشري من العيب الذي يوجب القدح (المقايسة) و الرد على من هاجمه ولم يعده من الفحول و أسقط كل شعره بسبب بعض ما فيه مما عند غيره ممن اعترف لهم بالفضل أسوأ منه.

الثاني: الاعتماد على التعامل مع النص ذاته و إخراج معيار الزمن "القدم و الحداثة" في الحكم على الشعر.

الثالث: نفي السرقة عن جل ما ادعي عليه فيه ذلك.

الرابع: تعديد ما عابوه من شعره و الرد عليه.

وعليه فقد سعت هذه الدراسة إلى استكناه ما خطته يراع القاضي الجرجاني في نصفته أبا الطيب المتنبي التي تجاوزت العصبية و الميل و النظرة الجزئية و انمازت بالمرونة و الشمولية و هذا ما دارت حوله الدراسة و من الله التوفيق.