الاغتراب عن النسق القيمي بالدراما التليفزيونية و علاقته بالتحرر الاجتماعي لدي المراهقين : دراسة في إطار نظريتي الحتمية القيمية و تأثير الشخص الثالث

عدد الاستشهادات بقاعدة ارسيف : 
1

المؤلف

عبد الحليم، محمد محمد محمد

المصدر

المجلة المصرية لبحوث الإعلام

العدد

المجلد 2019، العدد 69 (31 ديسمبر/كانون الأول 2019)، ص ص. 441-543، 103ص.

الناشر

جامعة القاهرة كلية الإعلام

تاريخ النشر

2019-12-31

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

103

التخصصات الرئيسية

الإعلام و الاتصال

الموضوعات

الملخص AR

تنطلق الدراسة الحالية من فكرة مؤداها أن النسق القيمي هو الذي يوجه السلوك و يقرر مدي قبوله في المجتمع من عدمه و هذا يعني أن السلوك يتشكل استنادا إلي النسق القيمي و بالتالي فإن أي تغيير في النسق القيمي يترتب عليه تغير سلوك الفرد من نمط معين إلي آخر.

و لقد أفرزت التطورات التي يشهدها العالم المعاصر في مجال الإعلام و الإتصال العديد من الإشكاليات الإجتماعية و التحديات أهمها تلك المخاطر و التهديدات التي تواجهها منظومة القيم من خلال تلاشي و انهيار عناصر قيمية كانت ركائز أساسية في منظومة القيم و استبدالها بعناصر قيمية أخري وافدة من دول أخري غايتها أن تقوم بالتأثير علي الثقافات المحلية للشعوب.

بل وقد تساهم في اكتساب سلوكيات و عناصر قيمية جديدة تلغي تدريجيا عناصر قيمية أصيلة.


ولقد شهد المجتمع المصري في النصف الثاني من القرن العشرين مجموعة من التغيرات من حيث عمقها و اتجاهاتها و نتائجها التي أثرت بشكل مباشر علي النسق القيمي لدي أفراد المجتمع بصفة عامة وعلي المراهقين و الشباب بصفة خاصة.

و تحول إلي عالم ينشغل بالمادة أكثر من إنشغاله بالقيم و الأخلاق و تحل فيه العلاقات الفردية القائمة علي المصلحة محل العلاقات القائمة علي العواطف الإيجابية كما تحل فيه الفوضي و عدم اليقين محل العلاقات المستقرة القائمة بين أفراد المجتمع علي أساس من القيم الأصيلة كالثقة و التسامح و احترام الآخر و الإلتزام الأخلاقي.

و مما لا شك فيه أنه ليس بالمادة أو بتراكم الثروة و الربح و لا بالهيمنة و العنف و الصراعات يتحقق وجود الإنسان و استقراره بل بالقيم الفاضلة التي تمنع الإنسان من أن يطغي علي أخيه.

و ذلك بإعتبار أن الفاعلية التاريخية و الحضارية للأمم تقاس بمدي تماسك و فاعلية النسق القيمي للمجتمع
ونتيجة لبعض التفاعلات و الإعتبارات الذاتية والموضوعية و العوامل المحلية و العالمية تمر منظومة القيم في مختلف المجتمعات بمجموعة من التحولات و التغيرات وفي أحيان كثيرة لا تكون هذه التحولات للأفضل مما ينجم عنها في النهاية حالة من الفراغ القيمي و الإغتراب عنه.


ولقد فقدت القيم و الأخلاق السامية مكانتها و أساسها في المجتمع المصري و أضحت مجرد أدوات عملية و إجراءات منطقية يتم إتباعها ما دامت ناسبت الظروف و حققت المطلوب و يتم تغييرها بإستمرار لتحقيق المصلحة المتغيرة من منظور كل إنسان حسب ظروف دائمة التغير.

و ذلك نتيجة بعض التحولات في شتي مناحي الحياة و التي جاءت مع التغيرات العالمية بدء يظهر آثارها علي البنية الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و الإعلامية و أفرزت اضطرابات و تفكك اجتماعي و انهيار للقيم السائدة نتيجة سرعة هذه التحولات التي لم يستوعبها المجتمع.

و يعيش الفرد في المجتمع المصري أزمة قيم تعددت أسبابها و يعتقد أن من بين هذه الأسباب الدراما التليفزيونية.

حيث تشير بعض الدراسات إلي أن الدراما التليفزيونية تعد مصدر لإكتساب سلوكيات جديدة بشكل إيجابي أو سلبي حيث إن عرضها لنماذج سلوكية معينة مغتربه يؤدي إلي تقمصها و اكتساب عادات بشأنها علي اعتبار أنها تثير الإنفعالات الإنسانية و تكوين السلوك الإجتماعي و تسعي إلي دعم أو تغيير أو إلغاء أو ترسيخ بعض القيم المجتمعية و من هنا تظهر تأثيراتها في سلوكيات المجتمع الذي يتعرض لها بشكل كثيف كل يوم تقريبا خاصة تلك التجاوزات في دعم الدراما لبعض السلوكيات الغربية التي تتنافي مع قيم الإسلام الحنيف و تأثيراتها السلبية التي انعكست علي أخلاق الجمهور المصري و أوقعت أفدح الأضرار النفسية بالقيم التي يؤمن بها.

و أضحي الشباب يقلد كل ما يشاهده مما يعكس أثرها البالغ خاصة عندما يتكرر عرضها أكثر من مرة حيث تصبح مطبوعة في ذهن المتلقي و هذا ما تؤكده نظرية الحتمية القيمية في وسائل الإعلام لصاحبها المفكر عبد الرحمن عزي: حيث "إن تأثير الإتصال يكون إيجابيا إذا كانت مضامين الدراما التليفزيونية وثيقة الصلة بالقيم و كلما كان الوثاق أشد كان التأثير إيجابيا و بالمقابل يكون التأثير سلبيا إذا كانت مضامين الدراما التليفزيونية لا تتقيد بأي قيمة أو تتناقض مع القيم و كلما كان الابتعاد عن القيم أكبر كان التأثير السلبي أكثر".


وقد تعرضت منظومة القيم الإجتماعية إلي هزات أو تحولات غير مرغوب فيها (الخلل) نتيجة عوامل متداخلة وسادت الفوضي الأخلاقية و السلوكية و فقد النظام الإجتماعي قدرته علي البقاء و الإلتزام و يعبر الإغتراب عن حالة انهيار في العلاقات الإجتماعية بما يبديه المغترب من عدم الرضا و الرفض لكل قيم المجتمع و يكشف عن غياب الإحساس بالإنتماء و انعدام الشعور بالحياة و عجز عن التوافق مع الذات و الآخرين.

كما ظهرت مشاهد التحرر الإجتماعي و ما هي إلا إعلان عن حالة الإغتراب التي يعيشها الأفراد في مجتمعاتهم فآثاره السلبية مست مختلف الشرائح لكن تأثيرها بالغ علي فئة الشباب المراهق نظرا للخصائص النفسية و الإجتماعية لهذة الشريحة و منها الطموح و الدافعية و الرغبة في تغيير الأوضاع.

و لقد أكدت الأدبيات أن الجمهور يتعرض لمشاهدة الدراما التليفزيونية بكثافة و بخاصة فئة الشباب المراهق كما بينت دور الدراما في التأثير الإيجابي علي النسق القيمي و أيضا في نشر الإنحرافات السلوكية بين أفراد المجتمع.

و ذلك يتماشي مع تأكيد نظرية الحتمية القيمية في الإعلام بأن التليفزيون يعد أكثر الوسائل الإعلامية المعنية بالعنف و الجنس بوصفة مجالا عاما ينفذ إلي كافة الشرائح الإجتماعية كما أن التليفزيون بتعدد قنواته يتضمن الإجبار حيث يصعب علي الفرد تجنب ما يعرض بشكل إرادي.

كما اجمعت العديد من الدراسات حول وجود علاقة بين التعرض لوسائل الإعلام كافة و الإغتراب لدي الشباب المراهق مما يثبت بأن مضامين الدراما تعرض العديد من المشاهد حول الإغتراب بأشكاله المختلفة وفي هذه الدراسة محاولة لقياس تأثير الدراما التليفزيونية علي المراهقين و لكن من زاوية أخري و هي: تحديد العلاقة بين معالجة الدراما لمشاهد الإغتراب عن النسق القيمي و بين التحرر الإجتماعي من الإلتزام بقيم المجتمع المصري.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

عبد الحليم، محمد محمد محمد. 2019. الاغتراب عن النسق القيمي بالدراما التليفزيونية و علاقته بالتحرر الاجتماعي لدي المراهقين : دراسة في إطار نظريتي الحتمية القيمية و تأثير الشخص الثالث. المجلة المصرية لبحوث الإعلام،مج. 2019، ع. 69، ص ص. 441-543.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-999548

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

عبد الحليم، محمد محمد محمد. الاغتراب عن النسق القيمي بالدراما التليفزيونية و علاقته بالتحرر الاجتماعي لدي المراهقين : دراسة في إطار نظريتي الحتمية القيمية و تأثير الشخص الثالث. المجلة المصرية لبحوث الإعلام ع. 69 (تشرين الأول / كانون الأول 2019)، ص ص. 441-543.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-999548

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

عبد الحليم، محمد محمد محمد. الاغتراب عن النسق القيمي بالدراما التليفزيونية و علاقته بالتحرر الاجتماعي لدي المراهقين : دراسة في إطار نظريتي الحتمية القيمية و تأثير الشخص الثالث. المجلة المصرية لبحوث الإعلام. 2019. مج. 2019، ع. 69، ص ص. 441-543.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-999548

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-999548