استعدادات المكتبات الجامعية لتطبيق المقارنة المرجعية Benchmarking : رؤية لموظفي المكتبة المركزية لجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي-الجزائر

الملخص AR

إن اشتداد المنافسة بين المكتبات في ظل هذه المستجدات و التحديات المحلية و الدولية أصبح من الصعب على هذه المكتبات التعايش ضمن متغيرات بيئتها الداخلية و الخارجية و لذلك يجب عليها التفاعل الإيجابي مع تلك التغيرات فكان لابد من توظيف المعرفة الحديثة السائدة على الصعيد المحلي و العالمي و إتباع المعايير العالمية من أجل الانفتاح وتوظيف أساليب المقارنة و لعل أبرزها ما بات يعرف بـمفهوم المقارنة المرجعيةوقد يبدو هذا المصطلح الإداري الأخير غريب نوع ما و تعد المقارنة المرجعية من أكثر الموضوعات سخونة في وقتنا الحالي كما تعد بؤرة التركيز لجهود أطراف متعددة بوجهات نظر مختلفة على وجه الخصوص العاملين في مجال إدارة الأعمال و مراكز المعلومات و المكتبات و تبدو كلمة المقارنة المرجعية كلمة ذات وقع ثقيل على أسماع مسيري نظم المعلومات في الفترة الأخيرة و يرجع ثقل هذه الكلمة إلى اعتبارها إحدى المبادرات المطروحة بكثرة خلال السنوات الأخيرة و تعتبر المقارنة المرجعية أخر أنواع الأساليب الإدارية الحديثة و أحدث المفاهيم في علم الإدارة و التي نمت الأدبيات المتعلقة بها كما ونوعا و التي تعد أهم السمات الحيوية التي تؤثر على نوعية وجودة العمل في أنظمة المعلومات.

و الجزائر كبلد نامي تسعى دائما للحاق بركب الدول المتقدمة و هذا من خلال مواكبتها للتطورات الحاصلة في جميع الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الثقافية و المعلوماتية خاصة وضمن هذا السياق تسعى بعض المؤسسات الوثائقية بصفة عامة و المكتبات الجامعية بصفة خاصة نظرا لطبيعة خدماتها و مجتمع مستفيديها إلى تبني الأنماط الإدارية الحديثة و التي أبرزها (المقارنة المرجعية) و لكن رغم كل ما قيل عن إستعدادات المكتبات الجامعية الجزائرية لتطبيق المقارنة المرجعية Benchmarking إلا أن هذا ككل لا يزال يطرح الكثير من نقاط التساؤل.

و لهذا جاءت هذه الورقة في سياق محاولة معرفة استعدادات إحدى المكتبات الجامعية ألا وهي المكتبة المركزية لجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي – الجزائر لتطبيق المقارنة المرجعية في المكتبات الجامعية و هذا من خلال رؤية للموظفين فيها.

توحي الحقيقة التي وضحتها السطور السابقة بوجود مشكلة ملحة تستدعي سبر غورها ووضعها تحت مجهر البحث العلمي في تشكل ظاهرة غير صحية وقد أثارت هذه الظاهرة انتباهنا و أشعلت همتنا لدراستها و بالتالي نشأت فكرة هذه الدراسة العلمية.