العلاقة بين كل من الذكاء الاجتماعي والوعي بالقضايا النفسية و المسئولية الاجتماعية لدى تلاميذ الحلقة الأولي من التعليم الأساسي

Abstract AR

يعتبر التلميذ هو محور العملية التعليمية و تسعى جميع المؤسسات التربوية الى تحقيق النموالشامل المتكامل له في جميع الجوانب و لا يتحقق ذلك الا اذا ركزنا على اكتساب التلميذ الثقافة النفسية.

و للثقافة النفسية دور مهم في حياة التلميذ حيث أكد محمود زكى أنه "من الضروري اكتساب تلميذ الحلقة الأولي من التعليم الأساسي ثقافة نفسية تساعده على فهم نفسه و فهم الآخرين و التعامل مع مختلف مواقف الحياة اليومية و التعرف على ما يدور بداخله و ما يقوم به من سلوكيات و تقييمها على النحو المطلوب فتلك الثقافة ضرورة ملحة لها فائدة كبيرة في النهوض بالأفراد و الأمم"( محمود زكى 2014 2).

و أوضح محمد زيدان " أن تحصيل المعلومات النفسية ليس بالأمر الصعب المهم هو كيفية استخدام هذه المعلومات بطريقة منهجية لحل مشكلات الحياة المختلفة (محمد زيدان 2007 55).

و لكي نجعل التلميذ قادرا على مواجهة مشكلاته لابد وأن يتمتع بالذكاء الاجتماعي حيث لاشك أن للذكاء علاقة رئيسية بمدي نجاح الفرد في حياته الاجتماعية وذلك لأن الفرد لا يحيا في فراغ و إنما يعيش في مجتمع يتفاعل معه و يؤثر فيه و يتأثر به و لذا فإن بعض العلماء يميلون في تحديدهم لمفهوم الذكاء إلى هذه الناحية الاجتماعية (فؤاد البهى السيد2000 182).

و بالنظر الى المدرسة نجد أنها المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية و نقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا و عقليا و انفعاليا.

و اجتماعيا و تقديم الرعاية النفسية إلى كل داخل و مساعدته في حل مشكلاته و الانتقال به من طفل يعتمد على غيره إلى راشد مستقل معتمدا على نفسه متوافقا نفسيا و اجتماعيا و مراعاة قدرات الفرد في كل ما يتعلق بعملية التربية و التعليم.

(نبيل صالح سفيان 2010 149) و تتميز المدرسة عن الأسرة لكونها تمضي في عملية التنشئة وفق منهج شامل و مخطط لتنمية التلاميذ و منطلقا عن أسس علمية نفسية و فلسفية و اجتماعية و بصورة منظمة ومقننة و مدروسة و تعكس و فلسفة المجتمع و الدولة و قوانينه و معاييره إضافة لكونها تنقل الفرد من بيئة صغيرة في الأسرة إلى بيئة أكبر بها معايير أكثر صداقة و علاقات أكثرا اتساعا.

(نبيل صالح سفيان 2010 149) و تتجلى أهمية الذكاء الاجتماعي في التفاعل مع الآخرين ومدي النجاح الاجتماعي للفرد فالقدرة على فهم الآخرين قدرة إنسانية مهمة لكون الفرد يقضي معظم حياته بين الآخرين و يشعرون به جميعها مواهب أساسية في العلاقات الاجتماعية (نبيل صالح سفيان 2010 137) و يقع على عاتق المدرسة مسئولية كبيرة في تنمية ذلك النوع من الذكاء حيث "أن من أهم واجبات المدرسة رعاية الذكاء الاجتماعي في المواقف الاجتماعية المختلفة في ضوء المعايير السليمة و القيم الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية و يجب الاهتمام برعاية مظاهر الذكاء الاجتماعي العامة و الخاصة.

(نبيل صالح سفيان 2010 211) وفي إطار الوعى بالقضايا النفسية فإنه "ينبغى النظر بعين الاعتبار إلى المنهج التربوى من زاوية و ضرورة أهمية تضمينه كل ما يناسب العصر و تحديد هوية قومية و عالمية له في ذات الوقت و يتطلب تحقيق ذلك تبنى رؤية جديدة و شاملة تهدف إلى عصرنة التعليم بما يتوافق مع ظروف الزمان و المكان"(مجدى عزيز1996 155).

إن إعداد المواطن الصالح لا يكون فقط بتحصيل المعارف و اجتياز الامتحانات و تجميع الدرجات.

.

.

و إنما يكون كذلك ببناء الشخصية الواعية و غرس القيم الحميدة و تنمية السلوكيات السليمة.

(محمد زيدان 2003 9) و لابد من الإشارة إلى أن "جوهر الوعى هو المعرفة و الفهم و المسألة ليست مجرد معرفة و لكنه يجب أن تكون لهذه المعرفة طريقها للفهم وأن يؤدى هذا الفهم إلى بناء و جدانى متطور يكون من شأنه أن يعدل مسار السلوكيات"(أحمد اللقانىفرعة حسنبرنس أحمد1990 36).

و ترى "سارة يحيى 2016" أن الوعى بالقضايا النفسية يتشكل في إطار عملية مستمرة يتم غرس جذورها الأولى من عملية التنشئة الاجتماعية التى ينمو في إطارها الفرد بما تشتمل عليه من مؤسسات و نظم و تنضج في إطار ممارسات الأفراد خلال مجرى حياتهم اليومية و ما يزاولونه من أنشطة وعليه فالمجتمع يقوم بدور كبير في تكوين وعى الإنسان و تشكيله من خلال النظم الاجتماعية المختلفة بدءا من الأسرة و المدرسة ثم مكان العمل و الأصدقاء ووسائل الإعلام.

.

.

و غيرها(سارة يحيى 2016 21)" و لكي يتحقق ذلك لابد وأن يتمتع التلميذ بقدر من المسئولية الاجتماعية فهى ضرورة اجتماعية للمجتمع بأسره مؤسساته و أجهزته كافة في حاجة إلى الفرد المسئول اجتماعيا في حاجة إلى الفرد المسئول مهنيا و قانونيا.

بل إن الحاجة إلى الفرد المسئول اجتماعيا أشد إلحاحا في مجتمعاتنا الحالية(سيد عثمان1986 65).

و لن يتوافر للفرد صحته النفسية و تكامله الأخلاقى و تساميه في وجوده إلا بصحة ارتباطه و انتمائه وتوحده مع جماعته فالصحة النفسية هى صحة التحقق الاجتماعي للشخصية هى صحة التحقق الأخلاقي للذات(سيد عثمان1986 65).

إن تنمية المسئولية الاجتماعية جزء من التربية العامة للشخصية و تربيتها في جوانبها كافة انفعالية و معرفية و ذوقية و اجتماعية(سيد عثمان1986 63).

و المسئولية الاجتماعية تجعل التلميذ مثقفا و اعيا للتغيرات التي تحدث من أجل التنمية و التقدم في النظم و المؤسسات بل إن الجهل بالمسئولية لأشد خطرا على هذه النظم و المؤسسات من الجهل بإدارتها أو تشغيلها لأن الجهل الأول يدمر قبل أن يعطل أما الجهل الثاني يعطل بالقدر الذي يمكن إصلاحه أو تعويضه (جميل قاسم 2008 18).