"جومو كينياتا" وجهوده في النضال التحرري الكيني (1891-1978)‎

Abstract AR

كانت القارة الإفريقية محل أحقر وأبخس المساومات في تاريخ العلاقات الدولية، وبلغت ذروتها في مؤتمر برلين الذي نظمه تقسيمها وتركها لأرخص وأبشع الأطماع الأوروبية الاستعمارية، حيث كان التواجد الإمبريالي الأثر السيئ على واقع القارة السمراء، فقد ركزت الدول الاستعمارية على تحقيق مجموعة من الأهداف من خلال قيامها بالحركة الاستعمارية، وهي نتاج الاستغلال الأوروبي للقارة الإفريقية وشعوبها، هذا الأمر أعقبه بروز حركة التحرر الوطني بشكل متسارع مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية أرغم الدول الاستعمارية على إعادة النظر في تواجدها في القارة، كما اتسمت هذه الفترة بظهور التنظيمات الحزبية والنقابية الشعبية الإفريقية التي حملت على عاتقها قيادة حركة التحرر في القارة الإفريقية.

ومن أقطاب حركات التحرر في إفريقيا الذين ناضلوا من أجل تحرير شعوبهم ودافعوا عن قداسة أوطانهم وكانوا بحق أبرز العناصر الممثلة للنخبة في العالم الثالث ورمزا للحركات الوطنية، حيث كان هدفهم مناهضة الاستعمار والعمل على تحقيق الاستقلال الوطني الشامل، ومن الشخصيات الإفريقية البارزة التي سنقوم بدراستها، نظرا لمكانته القيادية ودوره في استقلال وطنه، وإنهاء الوجود البريطاني بها: 'جومو كينياتا' في كينيا، حيث رد الشعب الكيني بعدة مقاومات وثورات قادها زعماء وطنيون أبرزهم 'جومو كينياتا' الذي أنشأ منظمة الإتحاد الإفريقي السياسية أثناء الحرب العالمية الثانية وبانتهائها رفضت بريطانيا الالتزام بوعودها الاستقلالية فحول 'جومو كينياتا' المقاومة إلى مسلحة من خلال منظمة "الماو ماو" التي واجهتها بريطانيا بعنف، واستمرت المقاومة باستمرار 'جومو كينياتا' في النضال عن طريق أسلوب ثاني الكفاح المسلح، حيث فشلت السلطات الاستعمارية البريطانية في مشاريعها نظرا للمستجدات والظروف الداخلية لدولة كينيا من جهة، والظروف الخارجية مع ظهور الفكر التحرري في المناطق الخاضعة للتواجد الاستعماري، إلى أن اضطرت بريطانيا للتفاوض في الأخير والاعتراف باستقلال دولة كينيا في 12 ديسمبر 1963، وأصبح الزعيم 'جومو كينياتا' قائد الحركة التحررية في كينيا وأحد أبرز الزعامات النضالية في إفريقيا.