تغير المكان و أثره في الفطر و الإمساك

Abstract AR

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد: فمن المعلوم أن صيام رمضان من أركان الإسلام كما قال عليه الصلاة و السلام: " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الحج وصوم رمضان "( ).

و الفقهاء -رحمهم الله- في كتبهم أولوا عناية كبيرة بمسائل الصيام باختلاف أنواعها، سواء المتعلقة ببداية الشهر و نهايته، أو بداية اليوم و نهايته، أو المفطرات و مفسدات الصوم.

.

.

إلخ من المسائل المبثوثة في كتب الفقهاء.

و من تلك المسائل التي زادت أهميتها في هذا الزمان تغير مكان اللبث و أثره في الفطر و الإمساك فالإنسان منذ القدم محتاج للسفر و التنقل بين البلاد إما لتجارة، أو لعلاج، أو لتعلم، أو تعليم، أو لغير ذلك من البواعث.

وفي زماننا و مع تطور وسائل النقل زاد المسافرون، و زادت تبعا لذلك أهمية المسائل المتعلقة بهذا الأمر.

وليست المسائل مقصورة على المسافر، بل يشمل الارتفاع السريع من السفل إلى العلو، أو العكس، مما وجد في زماننا ويتوقع زيادته في المستقبل.

كذلك يشمل الانتقال بين بلدين -ثبت في أحدهما دخول الشهر دون الآخر- انتقالا لا يبيح القصر، و لا يسمى سفرا عند جماهير العلماء، لقرب المسافة كما لو انتقل من مدينة حقل في المملكة العربية السعودية إلى مدينة العقبة في المملكة الأردنية الهاشمية، أو انتقل من العين في الإمارات العربية المتحدة إلى مدينة البريمي في سلطنة عمان، و مثل ذلك في العالم كثير.

لذا أحببت جمع تلك المسائل، و دراستها دراسة فقهية، و الله أسأل أن يمدني بتوفيقه وأن يحوطني بتسديده.