فلسفة التربية الوالدية في ضوء الفكر التربوي الإسلامي : دراسة تحليلية

الملخص AR

إن أطفال اليوم هم شباب الغد و رجال المستقبل، و الأبناء بنيان الأمة و بناة مجدها،
فإذا كانت السواعد قوية، و الأجيال صالحة؛ كانت الامة رائدة و صالحة للبقاء و القيادة، والولد سعي أبيه و امتداد له قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده، أو علم ينتفع به".

رواه مسلم عن أبي هريرةوصلاح المجتمع من صلاح أفراده و تأكيدا لحتمية العملية التربوية في بناء الأمة، نجد في آيات متعددة من القرأن الكريم، أن مهمة رسول الله كانت مهمة "تربوية" بالدرجة الأولي، وأنه هو نفسه كان المعلم الأول في الإسلام، يقول عزوجل: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (164) ) [آل عمران: 164]، وقال أيضأ (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (2))[الجمعة: 2]، وقال أيضا(كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا و يزكيكم و يعلمكم الكتاب و الحكمة و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون (151))[البقرة: 151] إنه صلي الله عليه و سلم معلم يقرأ أيات القرأن الكريم علي المسلمين و يشرحها لهم و يعمل علي تطهير نفوسهم، و يعلمهم الحكمة، و يعلمهم أمورا شتى لم يكونوا علي علم بها، و المصطفي عليه الصلاة و السلام يعرف و ظيفته_كمرب_ و يستشعر مسئوليته التربوية التي حملها إياه ربه سبحانه و تعالي عندما يقول صلي الله عليه و سلم (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني) صحيح مسلم.

و هو في هذا و ذاك إنما يضرب المثال و القدوة لكل من ولي أمرا_ وفي مقدمتهم الآباء و الأمهات_ أن يكونوا هم أيضأ خير مربيين، يعلمون أبناءهم ما جهلوا مما علمه الآباء من كتاب الله وسنة رسوله، و ما حصلوه من حكمة الحياة و خبراتها.

( علي، 2006، 8)