فعالية برنامج معرفي سلوكي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين بدولة الكويت

Joint Authors

رمضان، أحمد ثابت فضل
السليسل، فيصل حردان مهدي حسين عباس
محمد، عادل عبد الله محمد

Source

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية

Issue

Vol. 2020, Issue 13 (30 Apr. 2020), pp.1-26, 26 p.

Publisher

University Of Sadat City Faculty of Education

Publication Date

2020-04-30

Country of Publication

Egypt

No. of Pages

26

Main Subjects

Educational Sciences
Psychology

Topics

Abstract AR

يمثل الاهتمام بالطفولة أحد أهم مؤشرات حضارة الأمم حيث يعد مطلبا رئيسيا تقتضيه الحاجة إلى مواجهة التخلف و التحديات العلمية و الطبيعية التي تواجه المجتمع الذي يريد لنفسه البقاء و الاستمرار، و لا ينسحب مصطلح الطفولة على أولئك الأطفال العاديين، بل تخطى ذلك ليمثل أيضا الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و الإعاقات المختلفة، و من بين أنواع الإعاقات الحادة التي تؤثر تأثيرا سلبيا على كافة أفراد الأسرة و خاصة على الوالدين ما يعرف الآن في دوائر البحث العلمي بـ (إعاقة التوحد) و بدأت تلقى اهتماما واسع النطاق من قبل العديد من الباحثين و الدارسين على المستويين العالمي و المحلي (خالد الحربي، 2017، 2).

و يعد التوحد من اضطراب النمو المعقدة التي تظهر في مرحلة مبكرة من العمر و تستمر مدى الحياة.

وقد يظهر لدى الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى، حيث يؤثر على مظاهر النمو المختلفة، و تتنوع تلك الاضطرابات و تؤثر بالخصائص اللغوية و الاجتماعية و العقلية و الانفعالية و العاطفية.

و هذا بالتالي يؤثر على تفاعلهم و اهتماماتهم المتنوعة، حيث يختلف الأطفال بهذا المرض فيما بينهم في قوة مظاهر الاضطراب، ذلك يحتم استخدام طرائق تعامل مختلفة و يعد التوحد من المشكلات المحيرة بالفعل، لأن الطفل التوحدي لا يبدو من نظهره الخارجي أنه يعانى من أي اضطراب بالمقارنة بالإعاقات الأخرى مثل التخلف العقلي، أو الصمم أو البكم أو العمى، فهو يبدو طبيعيا تماما من حيث المظهر أو الشكل الخارجي، و بالتالي يصعب التعرف على الاضطراب بسهولة و دقة، و يحتاج إلى قدر كبير من المعرفة من خلال قياس أعراض المرض، و خاصة اللغة و الاتصال بالمجتمع و التعامل مع الآخرين (سعد رياض، 2008، أفنان الحربي، و محمد الحجيلان، 2016).

و منذ حوالى عشرين عاما، كان التوحد نادر الحدوث حيث كان يصيب حوالى أربعة أو خمسة أطفال من كل عشرة آلاف طفل، و لكن من المؤسف أن معدل انتشار التوحد قد زاد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، و هذه الزيادة في اضطراد مستمر لدرجة أن الدراسات التي أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة الامريكية قد وجدت أن التوحد قد يصيب طفلا من كل 250 طفلا، وفي بعض الاماكن تزداد هذه النسبة لطفل كل 150 طفلا (جيهان مصطفي، 2008، 12).

و يعتبر التوحد كحالة اضطرابيه سلوكية نمائية ذات تداعيات نفسية، حالة شائعة، و تزداد يوما بعد يوم على خلفية ما يوفر لها من مؤثرات و عوامل إضافية تعزز تفاقمه لا سيما إذا كان عامل الوراثة أساسا في حصوله، فالتوحد بالمبدأ ذي طبيعة وراثية (جين غوردن، 2016، 17).

و من الملامح الأساسية لاضطراب التوحد أن يعد بمثابة إعاقة اجتماعية حيث يعاني الطفل على أثرها من قصور واضح في مستوي نموه الاجتماعي فلا يصل غالبية هؤلاء الأطفال إلى المرحلة الثالثة من مراحل النمو الاجتماعي التي حددها إريكسون Erickson، و بالتالي يحدث قصور واضح و كبير في علاقاتهم الاجتماعية، و نقص أو قصور مماثل في مهاراتهم الاجتماعية اللفظية وغير اللفظية ينسحبون على أثره من المواقف و التفاعلات الاجتماعية (دعاء عبدالوارث، 2016، 168).

فالتوحد هو اضطراب نمائي يتسم بوجود خلل في قدرة الأطفال ذوي اضطراب التوحد على الانتباه الاجتماعي و اكتساب بعض المهارات الاجتماعية عند مقارنة أدائهم بأداء أقرانهم العاديين المساويين لهم في العمر الزمني، وربما هذا يعيقهم على التوافق في أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية، و يطلق علماء علم النفس التربوي و الصحة النفسية و التربية الخاصة على اضطراب التوحد اللغز المحير أو الإعاقة الغامضة (وليد خليفة، 2014، ص213).

وفي هذا الصدد، ألقت العديد من الدراسات الحديثة الضوء على ضعف و جوانب العجز في المهارات الاجتماعية، والتواصل و التفاعل الاجتماعي و التعاون و السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى الأطفال التوحديين و أبرزت أن هذا الضعف يرتبط بالعديد من المشكلات السلوكية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال (Li، Zhu & Chen، 2018).

وفي سياق متصل نشأ الإرشاد النفسي بمفهومه الواسع منذ أن وجد الإنسان، فالرغبة في مساعدة الآخرين و إرشادهم قديمة قدم الحياة نفسها، وذلك بقيام الفرد بعرض مشكلاته طلبا للمشاورة الوجدانية، أو المساعدة في حلها من المحيطين به، أمر لجأ إليه الإنسان منذ أن بدأت العلاقات بين البشر وقد اتخذ الإرشاد قديما أشكالا عديدة، مثل تقديم النصيحة (صالح الخطيب، 2003، 24).

وفي الوقت يتم تقديم خدمات الإرشاد النفسي بكافة صورها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و من بينهم الأطفال التوحديين.

و نظرا لجوانب العجز الاجتماعي المتنوعة لدى الأطفال التوحديين فقد حاولت العديد من الدراسات الاستفادة من ميزات التعلم التعاوني و من خلال تطبيق معالجات تجريبية أو برامج تدريبية مستندة إلى التعلم التعاوني كما هو الحال في دراسات كل من (Johnson، 2014; Rotondo، 2004; Grim، 2003).

و على نحو مشابه، وظفت العديد من الدراسات أساليب التعلم التشاركي/التعاوني collaborative learning سواءا بشكله الحقيقي المباشر أو الافتراض المعتمد على تقنيات المعلومات و الاتصالات كما هو الحال في دراسات كل من (Wang، Laffey، Xing، Galyen & Stichter، 2017).

و من ناحية أخرى شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الدراسات التي تثبت فوائد النمذجة عبر الفيديو للأطفال التوحديين و الذي يتضمن نمذجة المهارات الاجتماعية أمام الأطفال باستخدام فيديوهات تبرز المهارات المطلوبة.

إذ تتعاطى النمذجة عبر الفيديو مع الصفات و الخصائص المتفردة للطلاب التوحديين، بما في ذلك كونهم متعلمين بصريين، و لهم اهتمامات تقييدية و متكررة (مثل مشاهدة نفس مادة الفيديو أو العرض التلفزيوني مرارا و تكرارا)؛ و يتمتعون بمهارات قوية نسبية في التقليد.

كما ثبت أنها (أى النمذجة عبر الفيديو) أداة قيمة للمعلمين، و الممارسين، و أفراد الأسرة.

و من شأن النمذجة عبر الفيديو أن تساعد الطلاب في اكتساب مهارات جديدة (Corbett & Abdullah، 2005).

حيث يمكن تشغيل مواد الفيديو على نحو متكرر بما يمثل فائدة للطلاب التوحديين الذين يتعلمون من خلال التكرار.

بالإضافة إلى هذا، تقدم النمذجة عبر الفيديو أمثلة واقعية للمهارات المنشودة، و تستجلى الغموض الذي قد يشوب بعض أوجه التفاعل الاجتماعي و تنشئ سياقا بصريا محسوسا للطلاب التوحديين(Bellini & Akullian، 2007)ونجد أن الجمع بين النمذجة عبر الفيديو و التعلم التعاوني ممثلا في توجيه الأقران- أي جعل الأقران الطبيعيين للطلاب ذوي الإعاقة يمارسون المهارات، و يقدمون التغذية الراجعة على المهارات، و يتيحون مزيد من الفرص للاندماج الاجتماعي (Fuchs & Fuchs، 2005)- من شأنه أن يعزز و يقوي تأثير تعليم المهارات الاجتماعية.

مما تقدم، يلاحظ أن الأطفال التوحديين هم من بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

و يمكن القول بأن التوحد هي بالأساس إعاقة اجتماعية تتمثل مشكلتها الرئيسية في ضعف قدرة الطلاب على التواصل و عجز واضح في المهارات الاجتماعية لديهم.

إن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى برامج تعليمية و إرشادية تتناسب مع خصائصهم و احتياجاتهم الخاصة.

و يحتاجون بشكل خاص إلى ما يعزز قدرتهم على التواصل و التعاون مع الآخرين، و ما يسمح بتوفير فرص لممارسة فعلية للمهارات الاجتماعية في سياق اجتماعي و اقعي.

و لذلك فربما يساعد التعلم التعاوني على تنمية المهارات الاجتماعية و بالتالي التغلب على واحد من أبرز جوانب الضعف لدى الأطفال التوحديين.

وفي هذا السياق، تأتي الدراسة الحالية في محاولة للكشف عن مدى فاعلية برنامج إرشادي في تنمية برنامج إرشادي مستند إلى التعلم التعاوني في تنمية المهارات الاجتماعية لدى عينة من الأطفال التوحديين في دولة الكويت.

American Psychological Association (APA)

السليسل، فيصل حردان مهدي حسين عباس ومحمد، عادل عبد الله محمد ورمضان، أحمد ثابت فضل. 2020. فعالية برنامج معرفي سلوكي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين بدولة الكويت. مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية،مج. 2020، ع. 13، ص ص. 1-26.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1336016

Modern Language Association (MLA)

السليسل، فيصل حردان مهدي حسين عباس....[و آخرون]. فعالية برنامج معرفي سلوكي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين بدولة الكويت. مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية مج. 1، ع. 13 (2020)، ص ص. 1-26.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1336016

American Medical Association (AMA)

السليسل، فيصل حردان مهدي حسين عباس ومحمد، عادل عبد الله محمد ورمضان، أحمد ثابت فضل. فعالية برنامج معرفي سلوكي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين بدولة الكويت. مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية و النفسية. 2020. مج. 2020، ع. 13، ص ص. 1-26.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1336016

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

-

Record ID

BIM-1336016