فعالية برنامج إرشادي قائم على العلاج بالمعني في تنمية التفكير الإيجابي و أثره في خفض القلق الاجتماعي لدي طلاب الجامعة

Abstract AR

تعيش البشرية اليوم مأزقا خطيرا في ظل عولمة تسلطية طغت فيها المادة علي الروح، و انحسرت معها القيم الإنسانية و الأخلاقية حتي استهين بحياة الإنسان و كرامته، فكل شيء في هذا الزمان أصبح في غير محله وغير شكله، حيث انحطت القيم الرفيعة و النبيلة، وعمت معايير المصالح وسادت العادات الفاسدة، و كأن ركب الإنسانية يسير أو يسار به إلي هوة الفناء و الهلاك، وأن كل عيب من عيوب الجيل الحاضر يتطلب إصلاح حياه كاملة.

ويعد الإنسان كائنا اجتماعيا، يرغب في التواجد وسط جماعة، يدركها و تدركه، و يتفاعل معها، كما يسعى منذ ميلاده إلى تكوين علاقات إجتماعية مع الآخرين تسهم في نموه النفسي السوي عبر مراحل النمو المختلفة.

وتعد الجامعة إحدى معاقل العلم، فهي المسئولة عن إعداد طلابها بما يتناسب مقتضيات العصر، و أصبح من واجبات الجامعات النظر للظروف التي تحيط بالطلاب، و بخاصة الطلبة الجدد في الكليات و المعاهد الذين يخضعون لأنواع مختلفة من الضغوط و المشكلات التي تزيد من القلق الإجتماعي لديهم.

ويعد التفاعل الإجتماعي من أهم مقومات الحياة الإجتماعية السليمة، و شرط ضروريا لتحقيق التوافق النفسي؛ فإن الجامعة تعد من أهم بيئات التفاعل الإجتماعي التي يتدرب فيها الطلاب على أدوارهم الإجتماعية المستقبلية، بحيث تتشكل شخصياتهم، و تتعزز لديهم الأنماط السلوكية المقبولة إجتماعيا، و إكسابهم مهارات إجتماعية، و نظرا لأن الطلاب في بداية الالتحاق بالجامعة ينخرطون في حياة جديدة تختلف في كثير من جوانبها عن سابقتها، حيث يمر الطلاب الجدد بكثير من المشكلات أكثر من غيرهم لحداثة عهدهم بالجامعة، و انتقالهم إلى بيئة جديدة عليهم، وغير مألوفة بالنسبة لهم.

وتتميز عملية التفكير أيضا بأنها عملية إنسانية، و تتطلب عملية تنميها و تعلمها جهودا متميزة من أطراف عديدة في مراحل العمر المختلفة، وهى ذات صلة بالنواحي الوراثية و البيئية من حيث المجالات المختلفة، و الإنسان يولد ولديه آلة التفكير وهى العقل، و إذا كان العقل البشري يركز على التفكير في إحداث السعادة، فإنه يعطى أوامره مباشرة إلى الأحاسيس و الحركات الداخلية و الخارجية للإبقاء على الخبرات السارة و إلغاء الخبرات غير السارة، و لهذا يجب أن يتدرب الإنسان على تنمية مهارات التفكير الإيجابي، لتحويل كل أفكاره و أحاسيسه لكي تكون في خدمة مصالحه و حاجاته، بدلا أن تكون ضده.