استراتيجية مقترحة لتطوير برامج إعداد طلاب جامعة الأزهر لمواجهة بعض المتغيرات المجتمعية المعاصرة

الملخص AR

تؤكد حقائق و معطيات الواقع أننا نعيش بالفعل عصرا غير مسبوق في تسارع إيقاعاته و تعدد و تنوع تغيراته و عمق تأثيراته و تداعياته عصرا يحمل العديد من المشكلات و القضايا في كل الميادين و المجالات و على كل الجبهات وهى في مجملها تشكل تحديات تواجه كافة المؤسسات و تفرض التعامل معها باستجابات قادرة على مواجهة هذه التحديات.

كما أن التقدم الذى نشهده حاليا في جميع المجالات - و تأثيرات المعرفة الحديثة واضحة فيه – قد ضيق المسافة بين الطالب و بين العلم و التكنولوجيا بصورة تتطلب ادوار تربوية جديدة مغايرة تماما للتربية التى لا تزال سائدة في مجتمعاتنا ولم تترك المكان للتربية الحديثة و المعاصرة إلا في نطاقات ضيقة و بصعوبة.

و يتعاظم دور المعلومات في حياتنا مما يحتم علينا اخذ ما هو مفيد و نافع لطالب العلم، و اقتناء الوسائل المتاحة و المتوفرة لتنمية التفكير العلمى و المعرفة العلمية لديه ^([1]).

و تواجه أمتنا العربية اليوم و لسنوات قادمة تحديا سياسيا و اقتصاديا و حضاريا هائلا يتقرر في ضوئه مصير تلك الأمة، وفي مثل تلك اللحظات المصيرية لابد أن تتجه الأمم و الشعوب إلى نظمها التربوية تبحث فيها عن أسباب الأزمة، و تلتمس من خلال تغيير تلك النظم التعليمية وسائل تجاوزها ^([2]).

فتأمل المستجدات المستقبلية عامة يؤكد حقيقة مهمة جوهرها أن التربية عملية مستقبلية، إذ أن مسئوليتها إعداد الأجيال لعالم الغد، و إعداد المجتمعات على نحو يمكنها من التعامل الفاعل مع تحديات المستقبل، ويتوقف مستقبل المجتمعات على مدى قدرتها على تلبية المتطلبات التربوية لأبنائها.

وقد أصبح واضحا أن حقيقة التنافس الذى يجرى في العالم هو تنافس تربوى، و من يملك التربية و المعلومات له حق البقاء، فجوهر الصراع العالمى هو سباق في مدى تلبية تلك المتطلبات التربوية ^([3]).

)1) بشير خلف، ثقافة الطفل و منجزات العصر، مجلة ديوان العرب، الجزائر، مطبعة النور، 2006م، ص3.

)2) شحات غريب حسن جزر، محمود يوسف محمد محمود، المتطلبات الثقافية و التربوية لإعداد الدعاة في ضوء المتغيرات العالمية المعاصرة، مجلة كلية التربية جامعة الأزهر، القاهرة، ع 104، ج2، 2001م، ص ص 327-277.

)3) ضياء زاهر، افتتاحية العدد، مجلة مستقبل التربية العربية، ع 1، مج1، 1995م، ص6.