البينية اللغوية الثقافية نسقا التسامي و التسافل : قراءة نقدية في ضوء القرآن الكريم

Abstract AR

يناقش البحث أثر التسامي البشري، محيلا سبب هذا التفوق إلى ثنائية اللغة/الثقافة على وفق قراءة تنتهج النقد الثقافي سبيلا يمازج بين حقول معرفية متعددة للمحافظة على ديمومة التفكير، و الاستفهام، و المناقشة لأسئلة ربما ظن البعض إنها محتومة الإجابة، إذ ينبه إلى خطورة المتن المهيمن في استحواذه، و قمعه لغيره من الأنساق، فتأتي هذه القراءة بمقترح التفوق اللغوي سببا للتميز البشري، و لكن من دون تمركز لاقتراحها هذا، فهي و إن اقترحت سببا، فإنها تضع النسقين المتسامي و المتسافل على منصة الاستكشاف النقدي لهذا الكائن البشري المتباين، كما إنها تخلص إلى إننا بوصفنا بشريين فنحن لغويون، و نحن نسقيون، و لكن و مع كل هذه الــ (نحن) المميزة لنا عن غيرنا من المخلوقات فإن نسبة هذه الغيرية المميزة لنا عن بقية المخلوقات لا تتعدى اثنتين من المائة، كما تنبه إلى أن سبب هذه الغيرية هو اللغة هذه اللغة التي هي إرث يمرره لنا أسلافنا بكل ما تحمله في طياتها من ظواهر صوتية و بواطن قيمية مشحونة بالعادات و التقاليد و الأفكار، فنحن نرث (97، 3% ) من أولئك السلف و لا نعدل أو نضيف في هذه الأنساق الموروثة إلا ما نسبته (2، 7% )، وهنا مفارقتان مهمتان يشير إليهما البحث، الأولى: إن غيريتنا عن بقية المخلوقات لا تتعدى (1، 6) في البعد الجيني، و الثانية: إن غيريتنا عن أسلافنا لا تتعدى ثلاثة من المائة في البعد اللغوي، وفي إطار هاتين النسبتين المتواضعتين يتفوق الانسان و يسمو على المخلوقات كلها، أو يهبط فيكون من دون الكثير منها، فالبحث ينبه إلى لعبة النسق الأزلية في مضمار الجهل الذي كلما حط رحاله في مكان ما راجت سوق الدجالين الذين يستغلون التعطش المعرفي للكائن البشري كما يستغلون رغبته الدائبة في الاستحواذ، أو مخاوفه، و أحزانه.