دور الأخصائي الاجتماعي في تنمية أخلاقيات تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي

Abstract AR

تتمتع القيم و الأخلاقيات بأهمية بالغة في حياة المجتمعات المتقدمة و النامية على حد سواء، لأنها تؤدي الى امن المجتمع و سعادة افراده، فالمجتمع الذي يمتلك نظاما قيما راسخا يكون قد امتلك معظم مقومات التقدم و التطور التي تؤهله لمواجهة تحديات العصر(السيد، 2014، 20 ).

و لكل مهنة من المهن اخلاقيات تحكم سلوك اعضائها مع بعضهم البعض و مع غيرهم، فأخلاقيات المهنة تحافظ و تؤكد على المصلحة في افضل صورة ممكنة، و الاخلاق المهنية جزء من الاخلاق العامة، و لكنها تتميز عنها بالتوجه نحو المهنة.

و لا شك ان الممارسة المتقنة لأي مهنة لها شروطها و متطلباتها، و تأتي الاخلاق في ذه الشروط وتلك المتطلبات، فلكل مهنة من المهن المهمة في المجتمع اخلاقيات و مواثيق و قواعد و مبادئ تحكم قواعد العمل و السلوك فيها(السعودي، 2013، 173).

و التزام الأخصائيين الاجتماعيين بالقيم المهنية و المعايير الاخلاقية له ابلغ الاثر في زيادة فعالية الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية(على، 2002، 46).

لأنها تعد تلك القيم المهنية و المعايير و المبادئ الأخلاقية التي ترتكز بشكل اساسي تجاه العميل، و أهمية المحافظة على حقوقه مثل: السرية و حق تقرير المصير، بل اتسعت لتشمل مسؤولية الاخصائي الاجتماعي تجاه زملاء المهنة، و الممارسين من مهن اخري و ايضا تجاه المؤسسة، بينما توسعت مسؤولية الاخصائي الاجتماعي الاخلاقية تجاه العميل لتشمل اهمية تقييم الخدمات التي تقدم للعميل، و ضرورة اثبات مدى فاعليتها في تحسين ظروفه(سليمان، و حسن، و جمعه، 2005، 28)ويلعب الاخصائي الاجتماعي ادوارا متنوعة في المدارس بجميع مراحلها، و التي تتميز بخصائص و مشكلات، و اليات عمل تختلف عن خصائص المرحلة الجامعية، فالأخصائي الاجتماعي يقدم خدماته العلاجية لطلاب هذه المراحل عن طريق اتاحة الفرصة لهم ليعبروا عن مشكلاتهم وذلك عندما ينصت اليهم بوعي و يتفهم مشكلاتهم و عندئذ يعبرون عنها و يفكرون معه فيها بصورة واقعية بدلا من الهروب منها و الالتجاء الى الخيال و احلام اليقظة(عفيفي، 2003، 16).

كما يقدم خدماته الانمائية للطلاب من خلال انماء الشخصية التي تساعدهم على التوافق مع المجتمع وذلك بمساعدتهم على فهم انفسهم و معرفة قدراتهم و امكانياتهم و ميولهم الحقيقية لانهم في امس الحاجة الي معرفة ما اذا كان لديهم الذكاء و المهارات الخاصة و الميول الضرورية لتعلم مهنة من المهن و التقدم فيها، ثم يساعدهم على انمائها و استثمارها و بعد ذلك يتجه كل منهم للاتجاه الذي يناسب ميوله و اتجاهاته و قدراته، كما إن الأخصائي الاجتماعي المدرسي يعرف جيدا ان الوقاية خير من العلاج لذلك يهتم بتقديم خدماته الوقائية للطلاب حتى يجنبهم التعرض والوقوع في كثير من المشكلات عن طريق الأنشطة و البرامج التي تصمم و تخطط لتحقيق هذه الاهداف (غباري، 2008، 38).