مسؤوليات مهندس المعلومات و دوره في تنظيم المحتوى الرقمي

Abstract AR

يعتمد عدد كبير من الناس على الإنترنت للحصول على المعلومات و السلع و الخدمات، فقد أصبحت المعلومات قضية بالغة الأهمية كونها لا بد أن تكون جيدة و منظمة و سهل الوصول إليها.

و هندسة المعلومات هي علم بالتخطيط للبيئة التحتية لفضاء المعلومات أو موقع مقدم، تسمح بهيكلة و تنظيم بيئات المعلومات لمساعدة الناس على ملء فعال لاحتياجاتهم من المعلومات، إلا أننا ننظر إلى هندسة المعلومات من وجهة نظر المستخدم أو الباحث فنجاحهما للوصول إلى المعلومات يعتمد بشكل كبير على هيكل تلك البيئة، هنا يظهر دور مهندس المعلومات الذين يؤدي دورا مماثلا للمكتبي من حيث تنظيمه للمكتبة للعمل و راء الكواليس لتحديد مكان الكتاب الوصف و التنظيم و الجمع و التقييم، و لكن في سياق شبكة الإنترنت، فتصميم مباني المواقع السيئة على شبكة الإنترنت من طرف المهندسين المعماريين هو دليل على عدم فهم احتياجات المستخدمين، وأنهم يتحملون العواقب على المدى الطويل، و تنظيمهم للمحتوى الرقمي هو تحويل تلك الفوضى إلى نظام وذلك العمل الشاق الذي يتطلب رؤية نادرة من حيث كونه يعمل على تجميع تلك الذرات إلى فئات هادفة و مميزة و ربطها بسلسلة من الارتباطات لأجل التنقل باستدعاء تلك الفئات.

لهذا لا بد أن يتميز مهندس المعلومات على الخبرة و الحدس و الإبداع و مستعد لتحمل المخاطر.

و لكن رغم كل ما قيل عن مهندس المعلومات بصفة عامة، إلا أن المسؤوليات النموذجية له ككل لا تزال تطرح الكثير من نقاط التساؤل.

فيا ترى ما هي المسؤوليات النموذجية لمهندس المعلومات؟ و ما هي مختلف أدواره في تنظيم المحتوى الرقمي؟ توحي الحقيقة التي وضحتها السطور السابقة بوجود مشكلة ملحة تستدعي سبر غورها، ووضعها تحت مجهر البحث العلمي، في تشكل ظاهرة غير صحية، وقد أثارت هذه الظاهرة انتباهنا، و أشعلت همتنا لدراستها و بالتالي نشأت فكرة هذه الورقة العلمية.

و ما يعزز من أهمية هذا الموضوع عدم وضوح الرؤية لدى البعض تجاهه خاصة في شقه التقني، وذلك بسبب ندرة الدراسات العلمية حول موضوع مهندس المعلومات، مما أوجد حافزا لهذا الموضوع، و السيطرة على أبعاده الواسعة، و يمكن أن يتأتى هذا من خلال معرفة المسؤوليات النموذجية العملية في البيئة الرقمية.

و لهذا جاءت هذه الورقة في سياق محاولة معرفة أهم المسؤوليات و الأدوار المختلفة لمهندس المعلومات في تنظيم المحتوى الرقمي.