الميكيافيلية و علاقتها بالسلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم : دراسة تحليلية لدور بعض المتغيرات التفاعلية

Abstract AR

استهدفت الدراسة التعرف علي طبيعة العلاقة بين الميكيافيلية بأبعادها الأربعة متمثلة في التلاعب غير الأخلاقي، و الرغبة في التحكم و السيطرة، و الرغبة في إحراز مكانة مرموقة، و عدم الثقة في الآخرين من جانب، و السلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم من جانب آخر، كما استهدفت الدراسة أيضا التعرف على الدور التفاعلي لكل من الهوية التنظيمية للفرد، و معتقدات رد التعامل الموجب لديه (النزعة نحو رد الجميل ) في هذه العلاقة، وقد أجريت الدراسة التطبيقية علي عينة طبقية عشوائية من العاملين بشركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء، حيث بلغ حجم العينة (368) مفردة، وقد بلغ عدد القوائم التي أجري عليها التحليل الإحصائي (291) قائمة بمعدل استجابة صحيح بلغ (79.7% )، و من خلال تطبيق نماذج الانحدار البسيط و الانحدارالمتعدد التدريجي تم التوصل إلي مجموعة من النتائج أهمها، وجود علاقة معنوية موجبة بين الميكيافيلية كمتغير إجمالي و السلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم، وفيما يتعلق بالأبعاد الفرعية للميكيافيلية، تبين وجود تأثير موجب مباشر و معنوي لعدم الثقة في الآخرين، و التلاعب غير الأخلاقي، و الرغبة في إحراز مكانة مرموقة على السلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم، ولم تدعم النتائج تأثير الرغبة في التحكم و السيطرة على هذه السلوكيات، حيث لم يكن تأثيرها جوهريا.

كما تبين وجود علاقة ترابط معنوية موجبة بين كل من الهوية التنظيمية للفرد، و معتقداته بشأن رد التعامل الموجب بالمثل من جانب و السلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم من جانب آخر.

وفي سياق اختبار الوساطة التفاعلية أسفرت النتائج عن ثبوت الدور التفاعلي للهوية التنظيمية في تأثير الميكيافيلية كمتغير إجمالي على السلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم، و عدم ثبوت الدور التفاعلي لمعتقدات رد التعامل الموجب في هذا الشأن، وفيما يتعلق بالتفاعل مع الأبعاد الفرعية للميكيافيلية، فيما يتعلق بتفاعل الأبعاد الأربعة للميكيافيلية مع الهوية التنظيمية، أسفرت النتائج عن ثبوت الوساطة التفاعلية مع الأبعاد الخاصة بعدم الثقة في الآخرين، و التلاعب غير الأخلاقي، و الرغبة في إحراز مكانة مرموقة فقط، أما فيما يتعلق بتفاعل أبعاد الميكيافيلية بمعتقدات رد التعامل الموجب، فلم تدعم النتائج إلا تفاعلها مع بعد عدم الثقة في الآخرين في علاقتها بالسلوكيات غير الأخلاقية الموالية للتنظيم، في حين جاءت بقية التفاعلات غير معنوية.

هذا وقد تم مناقشة و تفسير هذه النتائج و ربطها بجهود السابقين لموضوع البحث و استخلاص دلالاتها و مضامينها على الصعيدين النظري و التطبيقي.