إعجاز القرآن بين الرماني و ابن سنان و صلة ذلك بآرائهما في البلاغة القرآنية

الملخص AR

يتناول هذا البحث مذهب الرماني في أن بلاغة القرآ ن غير مقدور على مثلها، و أن هذا – مع وجوه أخرى منها "الصرفة" ما يفسر عجز العرب عن معارضته، و مذهب ابن سنان الذي يرى أن بلاغة القرآن غير معجوز عنها، و إنما لم يعارضوه لأن الله صرفهم عن ذلك (الإعجاز بالصرفة).

يبين البحث جوانب كل من المذهبين، و يوضح ما غمض فيه، و يقارن بينه و بين المذهب الآخر .

و قد انتهينا من ذلك إلى أن كلا منهما كان له مذهب مترابط متماسك التزم فيه الأصل الذي صدر عنه، فجاءت آراؤه في المسائل الفروع تابعة لذلك الأصل، متسقة معه .

و لما كان المبدأ الذي بنى عليه كل منهما مذهبه هو الضد لذلك الذي يستند إليه مذهب الآخر، و كان كل منهما قد أخلص لمبدئه و لم ينحرف عنه – لا جرم كان الخلاف حادا بينهما في الفروع و التفصيلات التي تناولاها، فاختلفا حتى في مفهوم الصرفة التي ظن أكثر الباحثين أنهما متفقان فيها (و توضيح مفهومها عند الرماني و أنه لا يناقض مذهبه في الإعجاز البلاغي، بل يؤيده – من أهم ما انتهى إليه البحث).

على أنهما متفقان في نهاية الأمر في أن القرآن في مترله عليا من البلاغة لا يغادرها، مما يفضي بابن سنان إلى أن يكون الأصل نفسه الذي أقام عليه مذهبه موضع تساؤل.