تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني لتفعيل آليات الضبط الاجتماعي

Abstract AR

تعد المواطنة إحدى القضايا الرئيسية في الفكر الليبرالي منذ تبلوره في القرن السابع عشر، كنسق للأفكار و القيم ثم تطبيقه في الواقع الغربي في المجالين الاقتصادي و السياسي في القرنين التاليين، و ما ترتب على ذلك من آثار على المستوى الاجتماعي و العلاقات الإنسانية في القرن العشرين ثم مطلع القرن 21.

و إذا كانت الليبرالية عند نشأتها قد دارت حول فكرة الحرية الفردية و العقلانية و تقوية مركز الفرد في مجتمع سياسي قام على أبنية اجتماعية حاضنة و قوية، فإن المواطنة قد تطورت عبر مسيرة الليبرالية لتتركز حول خيارات الفرد المطلقة كمرجع للخيارات الحياتية و السياسية و اليومية في دوائر العمل، و المجتمع المدني، و المجال العام، و وقت الفراغ، و لتصبح "المفهوم المفتاح"، الذي لا يمكن فهم الليبرالية و جوهرها دون الإحاطة بأبعاده المختلفة و تطوراته الحديثة المستجدة، حيث يستبطن تصورات الفرد، و الجماعة و الرابطة السياسية، و وظيفة الدولة، و العلاقات الإنسانية و القيم و الأخلاق ....

و سنحاول في هذا البحث التطرق إلى أهم النظريات الإجتماعية التي تناولت موضوع المواطنة، و ذلك للإحاطة بكل الجوانب النظرية المفسرة لموضوع المواطنة كفكر و كأسلوب حياتي في المجتمعات الديمقراطية الحديثة و المعاصرة.