منهج أحمد بن أعثم الكوفي عن الخلافة الاموية من كتابه الفتوح

الملخص AR

يعد ابن أعثم الكوفي من مؤرخي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، و يعد كتابه الفتوح من الكتب التاريخية الهامة التي عنيت بالفتوحات و الأحداث من عصر الخلفاء الراشدين و الأمويين و العباسيين إلى خلافة المستعين بالله العباسي.

و لكن يبدو أن ابن أعثم لم يحظ باهتمام مؤلفي كتب الفتوح و التاريخ، أو باهتمام الباحثين في تاريخ التأريخ، كذلك كتابه، فكانت الدراسات عن ابن أعثم و مصنفه قليلة.

و هذا البحث، دراسة معمقة للكشف عن منهج ابن أعثم الكوفي في كتابة التاريخ، كما يتمثل في الفترة الأموية، و هي فترة لم تحظ بالدراسة و البحث حتى الآن.

فتم تحديد إسمه و نسبه الصحيح، و تقدير تاريخ وفاته، كذلك التعرف على ميوله كما ظهرت في كتابه.

واتجه الرأي في هذا البحث، إلى أن قضية تشيع ابن أعثم، ليست ثابتة تماما، فرواياته التي أوردها في كتابه الفتوح، عن بعض الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي، تظهر فيها مخالفة صريحة للمبادىء الرئيسة في الفكر الشيعي، كرواياته عن الإمامة مثلا، مع ما تضمنه كتابه من روايات تشير إلى خط التشيع أيضا، و هذا يجعل من الصعب تصنيف ابن أعثم ضمن خط معين، بل يمكن القول بأنه مؤرخ مفتوح الذهن واسع الآفاق.

و أشار هذا البحث إلى مصادر ابن أعثم، و التي يبدو أنها كانت متنوعة، ما بين روايات شفوية و أخرى مكتوبة، كما أشار إلى أسلوبه في كتابة التاريخ ضمن ثلاثة محاور : الأول، أسانيد ابن أعثم و درجة اهتمامه بها.

و الثاني، درجة اهتمام ابن أعثم بالنقد الذي يظهر من خلال انتقاء رواياته، أو نقل الروايات المجمع عليها.

و الثالث، درجة اهتمام ابن أعثم بالتسلسل الزمني للأحداث، حيث أبدى اهتماما واضحا بتقديم تاريخ متصل متبعًا طريقة التاريخ الموضوعي، و قوامها الشخصيات أو المدن أو الأحداث في تنظيم موضوعاته، لا سيما في فترة الخلافة الأموية.