خطة مقترحة لتنمية مصادر الطاقة في البيئة العربية في ظل التنمية المستدامة.. و دور الأستاذ الجغرافي العربي الفاعل فيها

Abstract AR

من المعلوم، أن موضوع الطاقة من المواضيع التي شغلت أذهان كثير من العلماء و الباحثين و طرحت أطر و فلسفات في التخطيط و التنمية و في كيفية معالجة قضايا الطاقة على مستوى دول العالم و منها الوطن العربي.

و إذا ما علمنا أن معظم الطاقة التقليدية (الفحم الحجري و النفط و الغاز الطبيعي و الوقود النووي) و هي محدودة الكمية في الطبيعة و كذلك معرضة للاستنزاف و التلوث، حيث تشير الدراسات الإحصائية أن احتياطات العالم من (البترول سوف يأخذ بالاستنزاف حيث سيستنزف معظمه ما بين عامي (2075-2100) و أما الفحم فإن معدلات الاستهلاك الحالية، تبلغ ملايين الأطنان سنويا، و تشير الإحصائيات أنه في عام 2000 وصل استهلاك الفحم بحدود (17-18) ألف مليون طن سنويا و أنه سوف يزداد في السنوات المقبلة، و أما الوقود النووي الذي يتطلع العالم إليه اليوم كوقود للمستقبل و الذي ينتج الطاقة من خلال عمليتي (شطرة ذرة اليورانيوم، 233 و ذرة الثورنيوم (239) إضافة إلى توليد الطاقة من خلال الاندماج النووي، و باندماج نواتي (الديرتيوم و الثورنيوم) من خلال المفاعلات النووية التقليدية و السريعة سوف تنتج آلاف الأطنان من الطاقة، غير أن هذه الطاقة لها تأثيرات واضحة على البيئة خصوصا إذا استخدمت للأغراض الحربية و منها في صنع الأسلحة النووية و بذلك فإنها تهدد البيئة و البشرية جمعاء، و على هذا الأساس أخذ العلماء و الباحثين يفكرون بالتخطيط في إيجاد مصادر للطاقة البديلة أو المتجددة و تنميتها من خلال إجراء البحوث العلمية و إدخال التكنولوجيات البيئية النظيفة التي لا تؤثر على تلوث البيئة و استنزافها، و منها (الطاقة الشمسية، طاقة الريح، الطاقة الميكانيكية للمياه، و الطاقة الكيماوية للمياه، و الطاقة الجوفية، و الطاقة الحيوية، و طاقة الأيدروجين و الطاقة الليزرية ..

الخ).

و بناءا على ما تقدم فإن الدراسة الحالية تحاول أن تضع خطة مقترحة لتنمية مصادر الطاقة التقليدية و الطاقة المتجددة و تسخيرها في البيئة العربية، حيث وجد الباحث أنه لا توجد خطة في تنمية مصادر الطاقة و بذلك حاول و من خلال هذه الدراسة المتواضعة أن يقدمها أمام الباحثين للتباحث في مجال الطاقة و إغناء الدراسات العربية و العراقية و كذلك سلط الباحث على دور الجغرافي الذي لديه القدرة في دراسة المصادر الطبيعية الحيوانية و النباتية و المعدنية إضافة إلى ذلك تفاعل الإنسان مع هذه الموارد و توزيعها على سطح الأرض و كيفية المحافظة و التنمية و التخطيط وصولا إلى ما يسمى (بالتنمية المستدامة Sustainable Development) كمفهوم جديد يعتمد على التخطيط للموارد البشرية و الطبيعية و منها مصادر الطاقة خصوصا و أن هذا المفهوم ظهر بعد عام 1997 من قبل برنامج الأمم المتحدة و برنامجها البيئة و التنمية و ذلك بالتخطيط للموارد الطبيعية و البشرية بعيدا عن الاستنزاف و التلوث و حق الأجيال الحالية و الأجيال المقبلة الاستفادة من هذه الموارد و استدامتها أكثر و هي حق من حقوق الإنسان و النهوض بأفراد المجتمع كي يعيشوا بأمن و استقرار و بعيدين عن (الفقر + الجهل + المرض) و هذا ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة.