وسائل تحقيق الأمن الغذائي و المائي من منظور إسلامي

Abstract AR

الغذاء و الماء أساس قيام حياة الإنسان و بقائه، و السعي في توفيرهما و المحافظة عليهما هدف رئيس عند الفرد و الجماعة، كما أن عبء إيجادهما مسؤولية الأفراد و الدولة معا، و قد شرع الإسلام وسائل متعددة لتحقيق هذا الهدف، و جعل من أوجه العبادة عمارة الأرض و استثمارها المشروعات المائية و الزراعية، فشرع المزارعة و المساقاة، كما جعل من الصدقة الجارية بوقف الأرض الزراعية و مصادر الماء كالآبار و الينابيع طريقا إلى تحقيق الأمن الغذائي و المائي كاستراتيجية دائمة لا تقطع بمرور الزمان أو موت المالك لخروجها عن الملك الخاص و دخولها في ملك النفع العام، كما أنه جعل من تشريع معاملة إحياء الأرض الموات بالمشروعات الحيوية المنتجة للغذاء و الماء أهم الاستراتيجيات التي يمكن بوساطتها تحقيق الأمن الغذائي و المائي.

و تحقق الأمن الغذائي و المائي في المجتمع يوفر الأمان، و يحمي من الفتن و الاضطرابات، و ينشر الطمأنينة في النفوس، و يمنع الصراعات بين الأفراد، و يحفظ المجتمع من السرقة و أسباب الجريمة.

كما أن العناية بأسباب تحقيق الأمن الغذائي تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الجانب الاقتصادي، و بخاصة في السلع الغذائية الاستراتيجية من القمح و الأرز، و يوظف فائض الإنتاج لصالح التصدير، و في الجانب السياسي يضمن تحقيق الأمن الغذائي و المائي للدولة الحماية و التحرر من التبعية لغيرها و الحفاظ على هيبتها و سيادتها و استقلالية قرارها.

و للأمن الغذائي و المائي أهمية في الجانب التربوي، حيث يتربى المسلم على الوسطية و الاعتدال في استهلاك الماء و الغذاء، فلا يستهلك إلا حاجته، و هذا بدوره يؤدي إلى إيجاد توازن بين النمو السكاني و حاجة الإنسان المتزايدة إلى الغذاء و الماء دون إحداث ضرر أو خلل في مصادر الغذاء و الماء.