الضغوط المهنية و علاقتها بمستوى الطموح لدى التدريسيين في الجامعة

الملخص AR

إن الضغوط المهنية بشكل عام تشتت الانتباه و التركيز فبدلا من أن يركز الفرد في مهنته يركز انتباهه إلى حل مشكلاته اليومية و همومه في العمل، إن الضغوط المهنية و التوتر و القلق عوامل تتظافر للتأثير في قدرة الفرد النفسية و الجسدية، و هذا ما أكدته دراسات و أدبيات عديدة، إن الضغوط بشكل عام تعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مشكلة تصيب الفرد لاحقا و التي تظهر بشكل أعراض نفسية (قلق، كآبة، إحباط، و الشعور بالعزلة، و فقدان الروح المعنوية و الدافع للعمل)، كل ذلك يؤثر في العمليات المعرفية (عدم القدرة على التركيز و التذكير)، فإن هناك مجموعة ضغوط تؤثر في تدريس الجامعة سواء كان رئيس أو مقرر أو تدريسيا في الجامعة بأداء واجباتهم في قيادة قسمهم و إدارته و قدرتهم على اتخاذ القرار، الأمر الذي يحول دون قيام التدريسيين بتقديم عملهم على الوجه المطلوب ، و بما أن التدريسيين في الجامعة أو رؤساء الأقسام و مقرريهم هم من أبرز العناصر الأساسية التي لها تأثير كبير في تحقيق غايات الإدارة الجامعية و سياستها العلمية و المهنية و على مستوى هذا التأثير يتوقف نجاح التدريسي في القسم في أداء أهدافه العلمية و مهماته التربوية و الإدارية، بما أن مستوى الطموح يتغير من وقت إلى آخر، تبعا لما يصادف الفرد من نجاح أو فشل في تحقيق أهدافه، فالنجاح من شأنه رفع هذا المستوى، و الفشل من شأنه خفضه، و يهدف البحث الحالي إلى قياس الضغوط المهنية لدى التدريسيين في الجامعة و قياس الطموح لدى التدريسيين في الجامعة و معرفة دلالة الفروق الإحصائية في الضغوط المهنية لدى التدريسيين في الجامعة تبعا (لمتغير الجنس) و التعرف على دلالة الفروق في مستوى الطموح لدى التدريسيين في الجامعة تبعا (لمتغير الجنس) و التعرف على العلاقة الارتباطية بين الضغوط المهنية و مستوى الطموح لدى التدريسيين في الجامعة، و تتكون عينة البحث الحالي من خلال أخذ عينتين من مجتمع البحث الأولى عينة بناء المقياس عددها (40) تدريسيا و تدريسية و الثانية عينة التطبيق الأساسية و البالغ عددها (180) تدريسيا و تدريسية، علما أن العينة الأولى عينة بناء المقياس تختلف عن عينة التطبيق الأساسية، إذ بلغ عدد التدريسيين من الذكور (47) و بلغ عدد التدريسيات من الإناث (33) و تم اختيار عينة البحث بالطريقة العشوائية لكلا الجنسين، فقد توصل الباحث من خلال أهدافه إلى جملة من النتائج و من أهمها : 1.

أن أفراد عينة البحث الحالي من التدريسيين يعانون من بعض الضغوط المهنية في جامعة بغداد عند مستوى دلالة (0.001).

2.

أن أفراد عينة البحث الحالي من التدريسيين يمتلكون مستوى طموح عالي في جامعة بغداد عند مستوى دلالة (0.001).

3.

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مقياس الضغوط المهنية وفقا لمتغير الجنس (الذكور و الإناث) عند مستوى دلالة (0.001).

4.

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مقياس مستوى الطموح وفقا لمتغير الجنس (الذكور و الإناث) عند مستوى دلالة (0.001).

5.

وجود علاقة ارتباطية إيجابية عالية بين مقياس الضغوط المهنية و مقياس مستوى الطموح عند التدريسيين في جامعة بغداد و البالغ (0.79) عند مستوى دلالة (0.001).

و توصل الباحث إلى جملة من التوصيات و المقترحات و من أهم الاستنتاجات استنتج ما يأتي : 1- العمل على اتباع كافة التعليمات الجامعية المهنية الصادرة و الموثقة بأوامر إدارية و جامعية من قبل المسؤولين مع الابتعاد نهائيا عن استخدام التعليمات الشخصية و التي تصدر من قبل بعضهم بصورة شفهية و يجبر الآخرين على تطبيقها قسرا، و هذا يعد إخلال كبير في العمل الجامعي.

2- عدم التلاعب بتواريخ بعض الأوامر الجامعية و الإدارية من قبل بعض المسؤولين مثل تواريخ التعيين أو اللقب العلمي أو تاريخ الترقية العلمية، بهدف تهميش و إبعاد أصحاب الكفاءات من المنافسة الشريفة على المناصب التي يستحقونها بكل جدارة، و هذه الضغوط المهنية تعد ملثمة على البعض ممن يمارسون الفساد الإداري و المهني في بعض الجامعات العراقية.

3- أن العلاقة بين الضغوط المهنية و مستوى الطموح علاقة كبيرة، كلما كانت الضغوط المهنية عالية كان مستوى الطموح عند التدريسيين أقل و العكس صحيح.