مكتبي الاتصال و دورهما في التقارب الأميركي الصيني أيار-كانون الأول 1973

Abstract AR

أدى رفض الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية بعد تأسيسها عام 1949 إلى تصاعد حدة الخلاف بينهما لكن طبيعة الأوضاع الدولية و التنافس الذي حصل في مرحلة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفييتي و الغربي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية فرض على الأخيرة إقامة علاقات مع جمهورية الصين الشعبية و لم يكن ذلك بالأمر اليسير لذا سارت الاتصالات بينهما بوتيرة متقطعة و عن طريق دول وسيطة حتى تأسيس مكتبي الاتصال في أيار عام 1973 إذ أسهم إنشائهما بشكل كبير في تقاربهما و تعزز ذلك بحدوث لقاءات رسمية و مباشرة بينهما تناولا خلالها كافة المسائل مثار الخلاف بين الدولتين لذا يمكن عد افتتاح مكتبي الاتصال خطوة إيجابية مهدت إلى إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.

و لأهمية الدور الذي اضطلعا به مكتبي الاتصال في المرحلة المبكرة من تأسيسهما فإن البحث ركز على إبراز ذلك الدور بغية الوقوف على سياسة الدولتين من بعضهما و أهم القضايا التي استعرضت في أروقة مكتبي الاتصال و تأثير ذلك على تقاربهما.

تطرق البحث إلى العلاقات الأميركية-الصينية حتى تأسيس مكتبي الاتصال لإعطاء صورة موجزة عن طبيعة تلك العلاقات و ليكون بمثابة تمهيد لتوضيح الدور الذي أدياه مكتبي الاتصال في تعزيز التقارب بينهما، و الذي تكلل في زيارة كيسنجر إلى بكين و اتفاقه مع الحكومة الصينية على أهمية أن يضطلع مكتبي الاتصال بدورهما في تذليل الكثير من المسائل الخلافية بين البلدين فضلا عن عملهما على تحسين علاقاتهما في كافة المجالات السياسة و الاقتصادية لذا عد افتتاحهما بمثابة خطوة مهدت لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما فيما بعد.