الحوار القصصي في القرآن الكريم : قراءة في ضوء مفاهيم اللسانيات الحديثة

الملخص AR

القرآن الكريم منصة خالدة لإقامة أنوع الحوار و أداء وظائفه، حيث يلاحظ فيه نوعان رئيسان من الحوار : الحوار الجدلي و الحوار القصصي الفني ؛ هذه المقالة تستقرأ النوع الثاني من حيث أنواعه من الحوار الداخلي و الخارجي بأنماطهما ثم تعالج دلالات الحوار القصصي الفني و وظائفه في سورة يوسف و هي الكشف عن الشخصيات و الإسهام في سرد القصة مسلطة الضوء على لغة الحوار و البناء و الرؤيا مستهدفة الكشف عن إعجاز القرآن في هذا الميدان ؛ إذ إنها تتكئ على الواقعية و الصدق في القصة خلافا للقصص غير القرآنية التي تصل إلى أهدافها الفنية خلال نسج الخيال و الوهم.

و قد عولج الحوار في سورة : مريم، الكهف و القصص و قد اختيرت سورة يوسف للدراسة ههنا لاكتمال البناء الفني فيها.

إن أهم نتيجة توصلت إليها هذه الدراسة هي أن القصص القرآنية تبقى حية ذا سمة واقعية و تصل إلى ذروة الفن الجمالي باستعانة الحوار الذي يحتل مكانا واسعا فيها دون أن يلجأ إلى الوهم و الخيال.

و لغة الحوار بأسلوب التكرار و الإيجاز إضافة إلى عامل الرؤيا الذي يؤثر في بناء القصة في سورة يوسف مع ظاهرة الاستباق الذي تخلقها الرؤيا و يوظفها الحوار قد جعلت الحوار القصصي في هذه السورة فذة فريدة تستلهم منه القصص المعاصرة في فنيتها و جماليتها بغية لفت انتباه القارئ و التأثير فيه.