(حب و عشق)‎ في ضوء الدلالة القرآنية

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

تنأى دلالة مادة : (حب) في القرآن الكريم عما يتبادر إليه الذهن لدى الناس اليوم و ما توحيه إذ ترتبط دلالتها بالشهوة الحسية، و هب دلالة (عشق) لذلك لم ترد لفظة العشق في القرآن الكريم.

مما يدلل أن الجذرين ينأيان عن بعضهما في الدلالة.

ففي دلالة حب عفة و في عشق إفراط و شهوة لذا العشق مذموم.

قال أبو هلال العسكري (ت 395 هــ) الفرق بين العشق و المحبة : إن العشق شدة الشهوة لنيل المراد من المعشوق إذا كان إنسانا و العزم على مواقعته عند التمكن منه.

أما اليوم فقد أصاب اللفظتين (الحب و العشق) تغير دلالي، إذ تكاد تقترب دلالتهما في التعبير المعاصر من بعضهما البعض إذ تطلق لفظ الحب على العشق فعدا من المترادف.

أما في التعبير القرآني فغير ذلك كما سنرى.

و كلما ارتقى الإنسان أحب بعقله، و كلما هبط مستوى الإنسان أحب بحواسه، أما في التعبير القرآني، فترتبط دلاتهما بالبناء الكوني و بالخير و العطاء و العبادة و الحب الإلهي الروحي، فالله تعالى تحبه القلوب و تسكن إليه و ترضى به، و عبادته تقوم على أصول ثلاثة : المحبة، و الخوف، و الرجاء.

خلاف حب الشهوات و إيثارها و الحرص على تحصيلها.

و في الفلسفة الصوفية تطلق لفظة المحب على : التقي، الورع، المحب.

و قد وردت مادة (حبب) و مشتقاتها في (95) موضعا في القرآن الكريم بدلالات مختلفة.