التحليل المكاني لعلاقة توزيع أبراج الهاتف النقال بالتشوهات الولادية في محافظة بابل

Abstract AR

انتشر في الآونة الأخیرة عدد من الأمراض الخطیرة كانت في السابق قلیلة جدا تكاد تعد على أصابع الید في البلد أو المحافظة، إلا أنها في العقد الأخیر باتت ظاهرة تلفت الانتباه و التساؤلات عن أسباب انتشارها في البلد و المحافظة، فكان البحث عن أسبابها هاجس كثیر من الباحثین، و قد ظهرت كثیر من الدراسات الأكادیمیة التي تشیر إلى إن شیوع هذه الظاهرة مرتبط بعدد من العوامل، منها، مخلفات الحروب، و وسائل الاتصال الحدیثة، و الإشعاعات الصادرة عنها، فضلا عن المبیدات، و الأسمدة الكیمیائیة، و بعض أنواع الأدویة، و قد أوصت كثیر من المؤسسات الصحیة العالمیة بتوخي الحذر عند استعمالها، فیما فرضت دول أخرى قیودا صارمة على الشركات المصنعة، لتقلیل الأضرار الناجمة عنها.

تعد محافظة بابل إحدى المحافظات التي شاعت فیها العدید من الأمراض و منها التشوهات الولادیة، إذ أظهرت نتائج الدراسة تأثیر أبراج الهاتف النقال المباشر على زیادتها، كما أظهرت خرائط الدراسة تضافر عوامل أخرى على تلك الزیادات، فالتباین الكبیر بین عدد الأبراج و التشوهات كان ملفتا للنظر.

إن أعلى نسبة تشوهات ظهرت في قضائي المسیب و الحلة، فیما كان قضاء الهاشمیة و المحاویل اقل منهما، إلا إن اكبر عدد من الأبراج كان في قضاء الحلة، یلیه قضائي الهاشمیة و المسیب ثم المحاویل.

و قد كانت علاقة الارتباط قویة بین متغیري الظاهرة.

لقد أوصت الدراسة بضرورة إتباع شروط صارمة تجاه شركات الهاتف النقال لتقلیل ضرر تلك الأبراج، من جهة، و معالجة مخلفات الحرب و مصانع السلاح و الذخیرة التي كانت موجودة أبان النظام السابق في المحافظة و عزلها بیئیا عن سكان المحافظة و بیئتها لتجنب المزید من أضرارها من جهة أخرى.