السلطة اللغوية و معايير الصواب اللغوي : قديما و حديثا

Abstract AR

يتناول هذا البحث السلطة اللغوية من حيث مفهومها، و دورها في صون اللغة و توجيه الناطقين بها إلى الصواب اللغوي ؛ لأن سلطة اللغة أكبر من الناطقين بها، و الناطقون بها موكول إليهم إظهار سلطة نظام اللغة.

إن فكرة السلطة اللغوية جعلت الناقد العربي يتقلب بين النصوص في كل مكان من ملاحظاته.

و هذه السلطة اللغوية لا تتحقق تحققا كاملا في موضع واحد ؛ لأن ليس لتصور واحد أن يلغي المجموع.

إننا أمام نظام عجيب تتداخل فيه الكلمات و النصوص في شكل طيف أو أطياف من اللغة الراقية.

و من ثم كانت السلطة، و كان النحو هو نفسه السلطة، السلطة التي تخضع كل مناحي الفكر اللغوي في التراث إلى نظامها.

بالاعتماد على معايير لغوية دقيقة للحكم على استعمال لغوي ما بالصواب أو الخطأ، و هي معايير اجتماعية يفرضها المجتمع اللغوي على الأفراد، و شأن اللغة في ذلك شأن سائر أشكال الثقافة، كالعادات و التقاليد و الدين و السلوك الاجتماعي، فلكل واحدة من هذه الظواهر مستوى صوابي خاص.

فالصواب ما وافق الشائع في كلام العرب، و الخطأ ما ند عنه ؛ لأن استعمالات العرب سنة متبعة تستند إلى سلطان العرف اللغوي و أن بين الضابط الذي يصنعه النحاة و بين السنة المتبعة التي يفرضها العرف وفاقا في الأغلب الأعم من الحالات، و خلافا في حالات أخرى هي الأقل بالنسبة إلى ما يقابلها في كلام العرب.