الوقف في الشريعة الإسلامية و أثره في تنمية المجتمع : دراسة مقارنة

الملخص AR

الصلاة و السلام على الهادي الأمين محمد و على آله الطیبین الطاهرین و بعد : یعتبر الوقف موضوعا مهما من موضوعات الشریعة الإسلامية، حیث شرع منذ أن طرق الإسلام أبواب العرب الأولى، لما له من أهمیة في صلاح المجتمع و تنمیته و نشر روح المحبة و التعاون بین طوائف المسلمین.

جاء الوقف یحمل بین طیاته سائر مكارم الأخلاق و شهدت لذلك النصوص في السنة النبویة الشریفة، فقد شیدت الكثیر من المساجد و المدارس و المكتبات على مر العصور الإسلامية، فان الوقف من الأمور التي قررتها الشریعة، و اختص به المسلمون كما قال الإمام الشافعي : «لم یحبس أهل الجاهلیة فیما علمته دارا و لا أرضا تبررا بحبسها، و إنما حبس أهل الإسلام».

و لم یختلف فقهاء المسلمین في أهمیة الوقف و مشروعیته و أثره البالغ في ربط أواصر المحبة و التعاون بین المسلمین.

و نحن الآن في أمس الحاجة إلى الإفادة من الوقف و توسع آلیاته و ابتكار صیغ تتناسب مع الاقتصاد المعاصر فحاجة المجتمع إلى التقدم و الرقي لمواكبة متغیرات العصر و الظروف الخاصة التي یمر بها المسلمین في الدفاع عن عقیدتهم و الحفاظ على هویتهم الإسلامية.

كما هو الحال في فلسطین و غیرها.

فالوقف باب من أبواب الخیر التي حملها الدین الإسلامي لخدمة المجتمع، ندعو الجمیع للعمل وفق المنظور الإسلامي الداعي له في تنمیة المجتمع، و توعیة الناس على المشاركة في الأوقاف لضمان دیمومة العمل به للحفاظ على الصورة الإنسانية الراقیة في الإسلام.