حماية الأطفال المعتدى عليهم جنسيا من والديهم

Abstract AR

يشكل تعرض الطفل للعنف الجسدي زيادة على المساس بسلامته الجسدية، إضرار حقيقيا بسلامته النفسية، و قدرته على الثقة بمن حوله و تكيف السليم مع مجتمعه، خاصة إذا كان المعتدي هو أحد والديه أو كالمها، رغم أنهما السبب في وجوده، و هو يمثل امتداد لبقائهما و استمرارهما، لذا حملهما القانون مسئولية الاهتمام به و إشباع حاجاته و على رأسها حاجته للأمن، دون الاعتداء عليه أو المساس بسلامته.

يعد اعتداء الوالدان على أطفالهما جريمة مروعة، يستحق فاعلها أشد العقوبات في التشريعات الحديثة، و منها التشريع الجزائري الذي اعتبر المساس بالسلامة الجسدية لطفل دون السادسة من عمره ظرفا مشددا، و مع ذلك زاد من تشديد العقوبات على ذات الفعل على النحو المنصوص عليه في المادة 272 من قانون العقوبات، إذا كان الفاعل هو أحد والدي الطفل أو أحد أصوله أو المشرفين عليه.

إضافة إلى ما سبق ذكره مكن المشرع الجزائري قاضي الأحداث من التدخل في هذه الحالة، و بناء على ما تقتضيه مصلحة الحدث، لاتخاذ كافة التدابير الضرورية لمساعدة هذا الأخير على تجاوز تلك التجربة القاسية التي عاشها، استنادا إلى ما هو المنصوص عليه في المواد 493و494 من قانون الإجراءات الجزائية و أحكام القانون رقم 72 -34، و هو ما سنقف على تفصيله في هذه المداخلة إنشاء الله.