جودة التخطيط الاستراتيجي في مؤسسات التعليم العالي من منظور الفكر الإداري الهندسي

الملخص AR

تشهد مؤسسات التعليم العالي تحولات و تحديات تختلف سماتها من بلد إلى آخر، و منها التصنيفات العالمية التي تدفعها للسعي إلى ترتيب عالمي يعزز صورتها الذهنية و مكانتها الأكاديمية.

هذه التحولات دفعت الكثير من مؤسسات التعليم العالي إلى التفكير الاستراتيجي للرفع من مستوى أدائها، مما جعلها في بحث مستمر عن أفضل النماذج للتخطيط الإستراتيجي و التكتيكي و التشغيلي و من هذا المنطلق نقدم هنا نموذجا لتطوير التخطيط الإستراتيجي و التكتيكي و التشغيلي في مؤسسات التعليم العالي من منظور الفكر الإداري الهندسي، يعتمد على نموذج "هندسة إدارة الأعمال" الذي يرعاه المعهد الاجتماعي و الاقتصادي للشركات و المنظمات (Institut de Henri سافال هنري البروفيسور لصاحبه Socio-Economie des Entreprises et des Organisations : ISEOR) ِ Savall الذي أسسه سنة 1973 م (2013ISEOR ( يسفر نموذج "هندسة إدارة الأعمال" ما يحدث داخل المنظمة بالتفاعل بين خمسة سلوكيات (الفردية و المصنفة و مجموعات النشاط و مجموعات الانتماء أو الضغط و الجماعية) و خمسة هياكل (مادية و تكنولوجية و تنظيمية و ديمغرافية و ذهنية).

و حسب النموذج الإداري و الاجتماعي و الاقتصادي...

فإن التفاعل بين السلوكيات و الهياكل حسب النظرية الاجتماعية و الاقتصادية لهنري سافال ينتج عنه ست عائلات من المشاكل العملية التي تمثل متغيرات تفسر الأعمال و تساعد على معرفة مصدر المشاكل العملية المتعلقة بالجودة الشاملة في الشركات و المنظمات بصفة عامة، بما فيها مؤسسات التعليم العالي، بني عليها الهندسة الإستراتيجية لإدارة الأعمال الشاملة، و هي : ظروف و التخفيض منها.

هذه العائلات الست يمكن اعتبارها محاور ت دارة الوقت، و التدريب المندمج، و التنفيذ الإستراتيجي.

و للتخلص من العمل، و تنظيم العمل، و الاتصال و التنسيق و التشاور (إ.

ت.ت)، و إدارة الوقت، و التدريب المندمج، و التنفيذ الإستراتيجي.

للتخلص من مشاكل الجودة يفترض أن نغير في آن واحد، و بطريقة متسقة، العديد من أدوات التغيير : الهياكل، و السلوكيات، و المجالات الستة للمشاكل العملية.

كما يقتضي هذا التغيير تطوير نظام قيادي إستراتيجي، يتضمن مخططات الأعمال الإستراتيجية و الأولية، و جداول القيادة، و شبكات الكفاءات، و شبكات التحليل الذاتي للوقت، و عقود النشاطات الخاضعة لمفاوضات دورية، و التي تم السلوكيات من أجل التخفيض من مشاكل الجودة (1989, (Savall & Zardet طبق من خلال عملية و منطق هندسي هذا المنهج ينطلق من تشخيص علمي و مهني دقيق لمشاكل الجودة الشاملة في الشركات و المنظمات، ليقترح مشروعا مبنيا على خطط إستراتيجية و تكتيكية و تشغيلية الاقتراح حلول للتخلص الكفء و الفعال و الملائم (الناجع) من تلك المشاكل، ثم يقدم آليات و تقنيات لتنفيذ و تقييم هذا المشروع.

في النموذج الذي نقترحه نستخدم الفكر الهندسي حسب المنهج الاجتماعي و الاقتصادي للشركات و المنظمات كمنصة لتطوير صياغة و تنفيذ و رقابة التخطيط الإستراتيجي و التكتيكي و التشغيلي في مؤسسات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية و يمكن استخدامها في مؤسسات التعليم العالي المشابهة في الوطن العربي.

نقدم هذا النموذج في هذه الدراسة هذه الدراسة التي تتكون من الأجزاء الثالثة الآتية : الجزء الأول : مقدمة الدراسة، و تشمل على : أسئلتها و أهدافها و أهميتها و منهجيتها و نبذة مختصرة عن النموذج المقترح.

الجزء الثاني : الإطار المفهومي الذي تنطلق منه الدراسة، و الذي يتناول خصائص هندسة الجودة الشاملة، و التخطيط الإستراتيجي، و كيفية مساهمة هندسة الجودة الشاملة في تطوير صياغة و تنفيذ و رقابة التخطيط الإستراتيجي و التكتيكي و التشغيلي في مؤسسات التعليم العالي.

الجزء الثالث : نتائج الدراسة، و تشمل وصفا مفصلا لنموذج هندسة جودة صياغة و تنفيذ و رقابة التخطيط الإستراتيجي و التكتيكي و التشغيلي في مؤسسات التعليم العالي، و أهم نتائج تطبيق النموذج على إحدى الوحدات الإدارية في إحدى مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية.

هذه الدراسة تقترح نموذجا عليم لتطوير جودة التخطيط الإستراتيجي و التكتيكي و التشغيلي، يساعد مؤسسات العالي في المملكة العربية السعودية و الوطن العربي على الوصول إلى الجودة و التميز في أداء أفرادها و جماعتها، و في مستوياتها الإدارية، و في نشاطاتها الأكاديمية و البحثية، و في خدمتها للمجتمع.