واقع السينما الجزائرية بعد الاستقلال : قراءة في تحولات المضمون و الممارسة

الملخص AR

حظيت السينما الجزائرية منذ نشأتها بمكانه مرموقة على المستوى المحلي و العربي و العالمي، و ذلك على الرغم من المشاكل و الأزمات التي مرت بها، و التي جعلت الإنتاج خلال فترات معينة يتذبذب بين الصعود حينا و الهبوط حينا آخر، و قد نالت الأفلام المنتجة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا اهتماما من قبل العديد من النقاد و الدارسين، و المهتمين بالحقل الفني و المشهد السينمائي، و انتشرت أخبارها في عبر الكثير من وسائل الإعلام الدولية، و ذلك للسمعة الطيبة التي تمكنت من تحقيقها لا سيما و قد نالت جوائز مهمة و حققت مراتب متقدمة في المهرجانات العالمية لعل أهمها على الإطلاق حصولها على السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي عام 1975 بفضل فيلم وقائع سنن الجمر للمخج محمد لخضر حامينة، و هي الوحيدة عربيا و إفريقيا في هذا المجال لغاية يومنا هذا.

و طوال مسيرة تطورها، تميزت السينما الجزائرية بالتباين و الاختلاف في نوعية و حجم و مضمون الأفلام المنتجة، بسبب عدد من العوامل أهمها تعدد و تنوع السياسات و المسؤولين عن تسيري قطاع الثقافة و السينما في البلاد، ثم التحولات الكبرى التي عرفها المجتمع على عده مستويات اقتصادية و اجتماعية و سياسية بالأساس، ثم الهجرة الجماعية التي ميزت القطاع السينمائي، حيث اضطر العديد من المخرجين إلى مغادرة، البلاد بحثا عن رؤوس أموال لدعم إنتاجهم، و عن مناخ من الحرية يمكنهم من التعيير عن آرائهم و اتجاهاتهم دون أن يتعرضوا للمضايقة سواء من قبل السلطة أو من قبل الإسلاميين المتطرفين الذين أدخلوا البلاد في أزمة أمنية منذ بداية التسعينيات.

و قد حاولنا في هذا المقال رصد التحولات التي عرفها القطاع السينمائي في البلاد منذ الاستقلال من خلال التركيز على جانبي المضمون و الممارسة.