الهروب من ساحة المعركة و أثاره في الفقه الإسلامي : دراسة فقهية مقارنة

Abstract AR

و لما لهذا الموضوع من أهمية عظمى لتعلقه بهذا الفرض العظيم فرض الجهاد الذي به عزة هذا الدين العظيم لكن على الرغم من ذلك لم أجد في حدود ما اطلعت عليه من الكتب التي تعرضت لبيان أحكام فريضة الجهاد ما يشفي الغليل في بيان الموضوع الذي نحن بصدده لذا أحببت أن اكتب فيه لبيان دقائق الأمور و بحث أدلة الآراء بحثا ممحصا، و قد انتهجت منهج الاستيعاب ما أمكن لآراء الفقهاء و المفسرين لعلنا نقف على مراد الله تعالى في هذا الموضوع الهام مقارنا على المذاهب الثمانية بأدلتها و مناقشاتها.

و قد ناقشت الآراء و الأدلة بتجرد تام باحثا عن الحقيقة دون تعصب لرأي على حساب آخر، فعلماؤنا رحمهم الله كلهم نهل من معين الكتاب و السنة.

أما محتوى هذا البحث فقد جعلته في ثلاثة مباحث، فخاتمة.

أما المبحث الأول: فقد جعلته لبيان حكم الفرار من المعركة و بينت أن العلماء اختلفوا على رأيين و ذكرت أدلتهم و مناقشاتهم و بينت أن الراجح من هذين الرأيين الرأي القائل بحرمة الفرار من المعركة.

أما المبحث الثاني: فقد كان لبيان الحالات التي يجوز فيها الفرار من أمام العدو و بينت أن العلماء ذكروا حالتين حالة التحرف للقتال و بينت معناها عند الفقهاء و المفسرين كما بينت الحالة الثانية و هي حالة التحيز إلى فئة وذكرت آراء العلماء و تفسيراتهم لمعنى التحيز شرعا.

و بينت نقاط الاتفاق و الخلاف بينهم.

و بينت خلافهم في مسألة التحيز إلى الفئة البعيدة، و ذكرت أدلتهم على ذلك كله و بينت الراجح من رأييهما و هو جواز التحيز إلى الفئة المسلمة و إن بعدت. أما المبحث الثالث: فقد كان لبيان العدد الذي يجوز الفرار منه عند العلماء و ذكرت خلاف الفقهاء في تلك المسألة و أدلتهم و ناقشتها و بينت أن الراجح منها هو رأي ابن حزم الظاهري الذي يحرم الهروب من المعركة أمام العدو و لو كثر عدده إلا إن كان في المسلمين ثمة ضعف أو لسبب موجب ينوي برجوعه التحيز إلى الفئة المسلمة ليستكمل الاستعداد من جديد.

و أما الخاتمة فقد ضمنتها أبرز النتائج التي توصلت إليها.