الأزمة وآفاق الحل في فكر مالك بن نبي

Abstract AR

تعبر كتابات مالك بن نبي (1905-1973) عن محاولات جريئة للفت الأنظار للأزمة التي تمر بها الأمة الإسلامية، والتي وإن تباينت من قطر لآخر فإنها في المحصلة تعبر عن خروج الإنسان المسلم من دائرة التاريخ، ودخوله مرحلة ما بعد الحضارة، التي تعبر عن عجز المسلم وتوقفه عن العطاء.

وجه مالك بن نبي جهوده لتقديم رؤى لحل مشاكل المجتمع العربي الإسلامي في إطار نظرة شاملة، تركز على دور التحرر النفسي من الاستعمار، والتغلب على فكرة المستحيل، لأن الاستعمار في نظره ليس هو السبب الرئيس لوضعية التخلف في العالم الإسلامي، ولكنه أحد العوامل الكثيرة.

أما العامل الرئيس فهو القابلية للاستعمار.

لا نستغرب تركيز مالك بن نبي على مشكلة الثقافة، لأنها تحتل مرتبة رئيسة في تكوين الفرد وبناء شخصيته، فهي الرحم الذي تنمو فيه أفكاره وتطلعاته، والذي تتحدد فيه قيمته وأهدافه، وهي التي تحقق التوازن في عالم الإنسان الداخلي، وتعلمه كيف ينخرط في الجماعة، ليؤدي دوره من خلالها بشكل متكامل.

ونتيجة لهذه الجهود ترك بن نبي عديد المؤلفات والمقالات، التي شكلت في مجملها ما يمكن اعتباره فلسفة للتاريخ والاجتماع العربي الإسلامي عامة ورؤية لمشاكل أمته بصفة خاصة.