سد النهضة الإثيوبي و الزراعة المصرية

Abstract AR

تعتبر میاه النیل هی أكبر مصادر المیاه فی مصر حیث تمثل حوالی 72.62% من إجمالی الموارد المائیة المتاحة فی مصر و أغلب الاحتیاجات المائیة فی مصر تعود لقطاع الزراعة حیث تمثل نسبة الزراعة نحو 81.45% من إجمالی الاحتیاجات المائیة فی مصر و تلیها فی المرتبة الثانیة میاه الشرب حیث تبلغ نسبتها نحو 12.13% من إجمالی الاحتیاجات المائیة فی مصر.

كما أنه منذ عام 1947 و حتى عام 1960 كان هناك وفرة نسبیة فی المیاه حیث تراوح نصیب الفرد سنویا من المیاه بین (2604 -1893) متر مكعب بینما وصلت مصر للكفایة المائیة منذ عام 1970 و حتى عام 1986 و تراوح نصیب الفرد من المیاه من (1672 إلى 1138) متر مكعب.

ووصلت مصر للندرة المائیة منذ عام 1996 و حتى الآن حیث انخفض نصیب الفرد إلى نحو 860 متر مكعب.

و من المتوقع أن یصل نصیب الفرد إلى نحو 582 لتر فی عام 2025.

و من المعروف أن حد الفقر المائی هو 1000 م3 أی أن مصر وصلت لحد الفقر المائی بدایة من 1996 و حتى الآن.

و من المتوقع أن تتسع الأزمة المائیة فی مصر فی عام 2050 حیث یصل نصیب الفرد فی مصر من المیاه إلى 294 م3 و یهتم هذا البحث بدراسة العلاقة المتشابكة بین مصر و إثیوبیا (فی ملف میاه النیل) فی إطار نظریة المباریات حیث تم استخدام نماذج بسیطة لتحلیل الصراع المستمر و المخاوف بشأن سد النهضة الإثیوبی و یشیر التحلیل إلى وجود درجة عالیة من الإجهاد المائی وقد یؤدی إلى صدام مباشر بین دول حوض النیل على الرغم من أن التوصل إلى حل سلمی للمشكلة من الممكن أن یؤدی إلى زیادة العوائد المائیة لكلا البلدین.

و بدراسة السیناریوهات المختلفة لملء خزان سد النهضة تبین أن مصر من الممكن أن تفقد حوالی 88% و 66% من أراضیها الزراعیة على الترتیب وفقا للسیناریوهات الأول و الثانی حیث سیتم ملء الخزان فی السیناریو الأول على مدار ثلاث سنوات مما سیترتب علیه نسبة عجزتقدر بحوالی 26% من إجمالی الموازنة المائیة المصریة السنویة مما سیؤدی إلى خسارة 2.6 ملیون فدان سنویا أی أنه على مدار 3 سنوات ستفقد مصر حوالی 8 ملیون فدان من رقعتها الزراعیة و البالغة نحو 9.1 ملیون فدان.

أما بالنسبة للسیناریو الثانی فسیتم ملء الخزان وفقا لهذا السیناریو على مدار خمس سنوات مما سیترتب علیه نسبة عجز تقدر بحوالی 12% من إجمالی الموازنة المائیة المصریة السنویة.

و هذا یعنی خسارة سنویة تقدر بحوالی 1.2 ملیون فدان من الأراضی الزراعیة فی مصر أی أنه بعد مرور خمس سنوات ستفقد مصر حوالی 6 ملیون فدان من جملة أراضیها الزراعیة.

و یعد السیناریوهان الأول و الثانی هما المرشحان بقوة من قبل الحكومة الإثیوبیة.

و أوصى البحث بما یلی:
ضرورة التوصل لاتفاق بین مصر و إثیوبیا من شأنه زیادة سنوات الملء لتحمل إثیوبیا جزء من عبء الآثار السلبیة الناجمة عن إنشاء هذا السد الضخم.

بالإضافة إلى الإدارة المشتركة للسد تأكیدا لمبدأ حسن النیة كما نصت علیه اتفاقیة إعلان المبادئ التی تم توقیعها بین مصر و إثیوبیا و السودان عام 2015.

و من الممكن أن تصل الثلاث دول إلى استراتیجیة مربحة للجانبین تفید جمیع الدول مع أدنى حد من الضرر الذی قد یلحق بأی طرف.

و یمكن لمصر أن تساعد إثیوبیا فی تأمین الكهرباء المطلوبة من موارد أخرى إذا واصلت إثیوبیا الإعتراف بحق مصر فی التمتع بحصتها التاریخیة البالغة 55.5 ملیار متر مكعب فی السنة.