الفتاوى التي خالفت فيها دار الإفتاء المصرية الإجماع : دراسة فقهية مقارنة في الفترة من عام 2002م إلى عام 2019م باب الجنائز انموذجا

Abstract AR

أن الفقهاء نصوا على أن الأرض إذا كانت رخوة لا يصلح فيها اللحد شق للميت، قال العيني: " و لو شقوا لمسلم يكون تركا للسنة، أللهم إلا إذا كانت الأرض رخوة لا تحتمل اللحد فإن الشق حينئذ متعين"، وقال ابن مفلح: " يكره الشق بلا عذر فلو تعذر اللحد لكون التراب ينهار يبنيه بلبن و حجارة إن أمن نص عليه و لا يشق إذن".

( ).

الثاني: أن القول بأنه لا مانع من أن يكون الدفن بطريقة أخرى، بشرط أن تحقق المطلوب المذكور في القبر الشرعي، إن سلم به في غير الفساقي فلا يسلم به في الفساقي، لأن المطلوب في القبر الشرعي غير موجود في الفساقي، و لذلك قال ابن عابدين: " الدفن في الفساقي مكروه لأجل عدم اللحد و دفن الجماعة في قبر واحد بلا ضرورة و اختلاط الرجال بالنساء بلا حاجز و تجصيصها و البناء عليها".

( ).

الثالث: أن طبيعة بلادنا و إن كانت أراضيها رخوة، إلا أن صحراءها واسعة تسع ما لا يحصى عدده من الموتى، و لا يقال أن هذا يصعب على الناس - خاصة - و نحن في هذا الزمان تيسرت سبل المواصلات فلا يعد هذا عذرا يرخص الدفن في الفساقي.

الرأى المختار
بعد عرض آراء الفقهاء في هذه المسألة و أدلتهم و مناقشة ما أمكن مناقشته يتبين أن أقرب المذهبين إلى الصواب هو المذهب الأول الذى يرى أصحابه أنه لا يشرع الدفن في الفساقي، مع تقييد هذا القول بالكراهة و هو رأي الجمهور منهم و ذلك لما يلى: -
1 - قوة أدلة أصحاب المذهب الأول.