تعدد الزوجات بين الشريعة الإسلامية و الرؤية الحداثية : دراسة فقهية نقدية

Abstract AR

ان من أكثر المواضيع التي تشهدها الساحة الدينية و الثقافية و الفكرية اليوم في المجتمعات الإسلامية و العربية و التي تثير جدلا واسعا و شغلت المفكرين و العلماء مسلمين وغير مسلمين قديما و حديثا موضوع تعدد الزوجات حيث ظهر في هذا الزمان من يتهم الشريعة أنها أنتجت تشريعا ذكوريا يحقق مصالح الرجل و أهواءه و يقف ضد مصالح المرأة و يمتهن كرامتها و من خلال ذلك تولدت هجمات شرسة ضد الشريعة الإسلامية و التشكيك في عدالتها وأنها غير صالحة لكل زمان و مكان كما امتدت هذه الهجمات للنيل من الفقه الإسلامية و اتهامه بأنه فقه ذكوري من نسج هوى الرجل الذي صنع الفقه و حاك معاييره للقضاء على حق المرأة و حجب الخطاب القرآني الذي نادى بالمساواة بين الرجل و المرأة كما يزعمون فأحببت أن أشارك بجهد المقل للتصدي لهذه الشبهات و الرد عليها فعرضت لتعريف التعدد و حكمه وهل الأصل التعدد أم الإفراد و آراء العلماء في ذلك وموقف الحداثيين من موضوع التعدد و أبرز الشبهات المثارة حول هذا الموضوع وقد توصلت لما يلي:
تعدد الزوجات عرف في الشرائع السماوية قبل الإسلام فهو ليس بدعة إسلامية ابتدئها الإسلام كما ينادي بذلك الحداثيون بل هو تشريع ديني أباحته نصوص الكتاب و السنة النبوية بشرط العدل بين الزوجات، التشكيك في صلاحية الشريعة الإسلامية – انطلاقا من المبدأ الحداثي الذي ينادي بترك الموروث القديم – و ذلك من خلال إثارة المواضيع التي تتعلق بالمرأة و المناداة بحريتها و رفع الظلم عنها بخاصة موضوع تعدد الزوجات و ما تكابده المرأة المسلمة من ظلم جراء ذلك التشريع و الرد الحاسم على أهم الشبهات المثارة في هذا الموضوع.

الرد الملجم من أهل الاختصاص و العلم الشرعي لكل ما يثار من شبه حول قضية تعدد الزوجات و المناداة بالمساواة فيها بين المرأة و الرجل و عدم ترك هذه الشبه دون التصدي لها حتى لا يتحقق لأعداء الدين ما أرادوا من الطعن بالشريعة الإسلامية و نصوصها و النيل من الفقه الإسلامي.