نقد فريتيجوف كابرا للنزعة الآلية الحديثة و تجلياتها المعاصر

Abstract AR

اقترن التقدم العلمي و التقني في القرنين السابع عشر و الثامن عشر بتحقيق ثلاثة وعود هي الوعد بالحرية و التقدم والوفرة غير المحدودة وقد دعمت كتابات الفلاسفة ولاسيما لدى فلاسفة الحداثة و التنوير هذه الاطروحات لكن تبددت هذه الوعود و تلاشت بسبب الحربين العالميتين.

هذا الشعور بتزايد الازمات الانسانية التي باتت تهدد بافول الحضارة الغربية هو ما يبرزه كابرا عندما رأى إننا نواجه لأول مرة التهديد الحقيقي بابادة الجنس البشري و نهاية كل حياة ع كوكب الارض.

و يطالب كابرا بتغيير النمط الثقافي السائد في الحضارة الغربية لذه نجه ينتقد الفلسفات و العلوم التي احدثت هذه الأزمات و يحمل كابرا فلسفات و علوم الحداثة عن كل الازمات الراهنة فيري أن الثنائية الديكارتية اوجدت هوة عميقة بين الإنسان و الطبيعة و كرست للنظرة الآلية للطبيعة و البشر فالجسد لديه عبارة عن آلة محكمة الصنع و ما ينطبق على قوانين المادة ينطبق عليه.

كذلك يحمل المنهج العلمي عند بيكون النزوع الحالي الي السيطرة و الهيمنة فبيكون قد انطلق من فكرة المعرفة قوة تمكننا من تسخير الطبيعة و استغلالها لتحقيق المنافع الإنسانية و هو ما قاد بدوره إلى النزاعات المسلحة من اجل السيطرة على الموارد و يدعوا كابرا في مقابل ذلك إلى تاسيس نموذج إرشادي جديد يتخلص من كل أخطاء و شرور النموذج الآلي الميكاني