التحكيم التجاري الدولي بين السرية و الشفافية

Abstract AR

ازداد الاهتمام بالتحكيم التجاري الدولي من خلال اعتماده كوسيلة بديلة لحل المنازعات التجارية الدولية في السنوات الاخيرة، و تدافعت ثمة أسباب عامة أدت إلى أنتشار التحكيم من بينها ازدياد و توسع حجم التبادل الاقتصادي و التجاري الدولي، وعدم وجود قضاء دولي يقوم بالفصل في المنازعات التجارية الناجمة عن هذا النوع من العلاقات ، بالإضافة الى محاولة المتعاملين في التجارة الدولية تجنب القوانين و المحاكم الوطنية للدول المضيفة للاستثمار.

إضافة إلى ما سبق فأن للتحكيم مجموعة من المزايا، ومن أهمها ميزة السرية، و عليه فأن القول بأن التحكيم قضاء و سري يبدو امرا جوهريا، لأن السرية سمة أساسية في التحكيم و هي احد الاسباب التي ادن الى استقطاب المتعاملين بالتجارة الدولية الى اختيار التحكيم كوسيلة للتقاضي، وهذه الميزة جعلته يعلو على باقي الوسائل البديلة الاخرى كالوساطة و التوفيق.

ولكن مع وجود هذه المسلمات ، ظهرت متطلبا الشفافية لتدعم العلاية في التحكيم، و هذا يستدعي الإجابة عن التساؤل هل أن السرية فعلا ميزة جوهرية أم سمة عادية أم انها مثلبة بسبب متطلبا الشفافية في التحكيم، و هل أن جميع الاتجاهات القانونية تنظر الى السرية من منظور واحد أم أن هناك آراء متفاوتة في هذا الصدد، وهل أن الالتزام بالسرية في التحكيم التجاري الدولي يهيمن على كافة مراحل النزاع بدأً من لحظة نشوء النزاع و حتى صدور الحكم النهائي للتحكيم من قبل هيئة التحكيم، أم أن نطاقه يقتصر على جزاء معين يكون مشمول بالسرية كقرار التحكيم على سبيل المثال لا الحصر.