أثر المفردة الجمالية في الخطاب القرآني في تأصيل القيم الإنسانية و الحضارية

Other Title(s)

The impact of the aesthetic element in the Qur'anic discourse on the rooting of human and civilizational values

Author

أولمو، فريدة

Source

المعيار

Issue

Vol. 23, Issue 46 (31 Mar. 2019), pp.94-112, 19 p.

Publisher

Emir Abdelkader University of Islamic Sciences Religion Foundation Faculty

Publication Date

2019-03-31

Country of Publication

Algeria

No. of Pages

19

Main Subjects

Islamic Studies

Topics

Abstract AR

تتمحور هذه المقالة حول طبيعة الخطاب الجمالي في القرآن الكريم و أثره الإيجابي في بناء الحضارة و العمران وفق ما يتماشى و يتكامل مع النظرة التوحيدية الإيمانية و مقاصد الشريعة الإسلامية الساعية و الهادفة للتحقيق المصالح و المنافع العامة للإنسان و إبعاد الضرر و الفساد أهمية البحث: و ترجع أهمية هذه الورقة البحثية إلى كونها محاولة لبيان النظرة الشمولية لهذ الدين العظيم و الذي لم يغفل الجانب الجمالي في بنيته و تشريعاته و ما أسداه الإسلام من توجيه عظيم للإنسانية لبناء الحياة و نظمها على نوع من الجمال يتفق مع روعة الخلق و الكون و ما خلقه الله عليه من جمال تعجز أمامه عقول البشر و قدراتهم عن الإتيان بمثله قال الله سبحانه و تعالى: "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها و ما لها من فروج (6) و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي و أنبتنا فيها من كل زوج بهيج (7) تبصرة و ذكرى لكل عبد منيب (8) و نزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات و حب الحصيد (9) و النخل باسقات لها طلع نضيد (10) رزقا للعباد و أحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج (11)"( ق: 06-11).

وقال تعالى في موضع آخر من القرآن الكريم: " فلينظر الإنسان إلى طعامه (24) أنا صببنا الماء صبا (25) ثم شققنا الأرض شقا (26) فأنبتنا فيها حبا (27) و عنبا و قضبا (28) و زيتونا و نخلا (29) و حدائق غلبا (30) و فاكهة وأبا (31) متاعا لكم و لأنعامكم (32)( عبس: 24-32).

و نلمس في عديد السور و الآيات القرآنية دعوة الله جلا جلاله إلى التأمل و التمعن و التدبر في هذا الكون العجيب إن إدراك الجمال و الانتباه إليه مطلب إسلامي و نعمة تستحق الشكرفلم تأت الأوامر الإلهية كلها بطلب العبادة و الذكر وترك ما جبل عليه الإنسان من أشواق روحية و تطلعات نفسية و رغبات إنسانية بل جاءت الأوامر بإمعان النظر للتمتع بالكون و جماله و ربط ذلك بأعظم رباط و أوثقه و هو رباط العقيدة عندما جعل الجمال صفة للخالق يحبها و يحب من يتمثلها وذلك في قول النبي –صلى الله عليه و سلم: "إن الله جميل يحب الجمال" و يتضح هذا الأمر في إشارة القرآن الكريم ولفته الانتباه إلى جمال الأنعام في منظرها البديع عندما ترجع إلى أصحابها من الرعي حاملة الخير لهم بسمنها و ألبانها و عندما تنساح في الأرض راسمة أبدع الصور على ساحة واسعة من الأرض ساعة رعيهاإنه الجمال الذي يجذب النظر و يسلب اللب و يدهش الفكر قال تعالى: " و لكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون "(النحل: 6)وفي تفسيرها وتوضيح معنى الجمال يقول الزمخشري: "من الله بالتجمل بها كما من بالانتفاع بها لأنه من أغراض أصحاب المواشي بل هو من معاظمها لأن الرعيان إذا روحوها بالعشي و سرحوها بالغداة - فزينت بإراحتها و تسريحها الأفنية و تجاوب فيها الثغاء و الرغاء آنست أهلها و فرحت أربابها و أجلتهم في عيون الناظرين إليها و أكسبتهم الجاه و الحرمة عند الناس".

فجمال البيئة و المحيط مرهون بالمصلحة العامة للبلاد و العبادوقد وصفها عز وجل بقوله: " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود و من الناس و الدواب و الأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور)( فاطر الآية: 27 – 28) و كذلك قوله تعالى: " {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين}(الحجر: 16) و إذا لاحظنا تفسير هذه الآية و ما شابههما نكتشف سر لفظة "الزينة" و التي ذكرت في القرآن الكريم 46مرة كما فصل فيها القرآن الكريم حيث بلغت عددها إلى خمس و عشرين موضعا في القرآن استدلالا على القضايا و المعاني المادية في الكون والوجود تسعة عشر منها في الاستعمال الإسمي و ستة في الإستعمال الفعلي فهل هذا التكرار و هذه المواضع الكثيرة جاءت هكذا صدفة أم عبثا أم ذكرت هذه الأسماء و الأفعال لغاية أرادها الله و تنبيها للعباد و للعبرة و الاعتبار الإشكال: إلى أي مدى يتوافق الخطاب الجمالي و مقاصد الشريعة الإسلامية في النص القرآنيوهل يتحقق هذا التوافق عمليا وماديا مما يؤدي إلى التطور العمراني و الحضاريوهل يمكن أن يكون للنص الجمالي تأثيرا فعليا و إيجابيا في ضبط السلوك البشري و الحفاظ على الكرامة الإنسانية الإسلاميةإن حديث الإسلام عن الجمال ليس حديث الترف الفكري و لكنه حديث عن طبيعة البناء و التصميم و عندما يصنف علماء الإسلام الجمال ضمن الكماليات من حيث الاحتياج للمسلم فإن هذا لا يتأتى إلا بعد استكمال الضرورات و الحاجيات و هذه هي النظرة الشاملة لهذا الدين و من الأمثلة على أن الجمال موجود في بنية هذا الدين النظر إلى العلاقة بين الخالق و المخلوق بين المسخر و المسخر و المسخر له وكيف يبدو التناغم بين الإرادة الإلهية العليا و الإرادة الكسبية للإنسان لتخرج لنا الإنسان المكلف في صورة مشرقة تظهر قدرة الله و سطوته و تكريم الإنسان و إرادته و الكون البديع وروعته و هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا البحث المتواضع.

أهداف البحث: وعليه تهدف هذه الورقة إلى الجمع بين النظرة الجمالية في القرآن الكريم و بين مقاصد الشريعة من حيث الممارسة و التطبيق العملي في مجال البيئة و العمران و السعي إلى تحقيق الذوق و الحس الجمالي الذوقي في البناء و التشييد و الرقي العمراني توافقا مع أحكام الشريعة التي جاءت لتحقيق مصالح العباد إذ تكمن غايتها في تحقيق الكليات الضروريات الخمس: حفظ الدين حفظ النفس حفظ العقل حفظ العرض حفظ المال و تحقيق هذه الضروريات يحدث أثرا مهما في خلق بيئة سليمة تحقق الخلافة التي خلق الله الإنسان لأجلها.

- فإذا اتفقت النظرة الجمالية التي تتأسس في الإسلام عقيدة و شريعة و أخلاقا مع مقاصد القرآن في حفظ كرامة الإنسان تحقق الرقي الحضاري و العمراني في البلاد الإسلامية فمن جمال المعتقد ألا ينحط ذوق الإنسان فيخضع لمخلوق عاجز بدلا من أن يؤمن برب قوي ظاهر ففي هذا الاتجاه فساد الفكر و انحطاط التصور وتلك بشاعة تأباها الفطرة النقية و الذوق السليم في تأملنا و تدبرنا وسعينا لتحقيق الرخاء و التمدن و التحضر.

-كما تهدف إلى الدفاع عن الشريعة الإسلامية و إلى القرآن الكريم و إلى لفت الأنظار إلى جمال الصنعة الإلهية و إبداعها مدعاة للفكر فيها و إرشاد إلى مبدعها و الحث على الاعتراف به و بقدرته وقد ضرب القرآن الكريم أمثلة كثيرة من أجل تحقيق هذا الهدف السامي و منها قوله تعالى: (خلق السماوات بغير عمد ترونها و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم و بث فيها من كل دابة و أنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم)(سورة لقمان: 10)-يعد الارتقاء بإنسانية الإنسان و ذوقه من أهداف الجمال في الإسلام و يتأتى ذلك بتربية المسلم تربية جمالية تعمل على "تكوين الإنسان العابد الصالح من جميع جوانبه و منها الجانب الجماليوإدراك العلاقات بين الكائنات أو الخلائق بعضها البعض و التمييز بين الأشكال و الأحجام و الألوان و الطعوم و الروائح و المسموعاتواستغلال الإمكانيات البشرية في الإنسان لكي تجعل منه إنسانا متميزا عن طريق تنمية تذوقه.

و إنماء عاطفة الجمال الكامنة في نفسهوتنمية قدرته على تقدير الجمالفتنشئة الفرد على التذوق و الجمال ضرورة عصرية تسعى الأمم المتقدمة لتثقيف أبنائها عليها من أجل الأخذ بأسباب الحضارة.

"منهجية البحث: اعتمدنا على القراءة التحليلية الاستقرائية للآيات القرآنية الداعية إلى التأمل الجمالي الهادف إلى نشر رسالة التوحيد و بهذا فقد اعتمدنا على المنهج التحليلي الوصفي و على تقنية تحليل المضمون و المنهج المقارن للاستئناس و الاستدلال أحيانا أخرى.

American Psychological Association (APA)

أولمو، فريدة. 2019. أثر المفردة الجمالية في الخطاب القرآني في تأصيل القيم الإنسانية و الحضارية. المعيار،مج. 23، ع. 46، ص ص. 94-112.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1025743

Modern Language Association (MLA)

أولمو، فريدة. أثر المفردة الجمالية في الخطاب القرآني في تأصيل القيم الإنسانية و الحضارية. المعيار مج. 23، ع. 46 (2019)، ص ص. 94-112.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1025743

American Medical Association (AMA)

أولمو، فريدة. أثر المفردة الجمالية في الخطاب القرآني في تأصيل القيم الإنسانية و الحضارية. المعيار. 2019. مج. 23، ع. 46، ص ص. 94-112.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1025743

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

-

Record ID

BIM-1025743