ميتافيزيقا الخطاب الرمزي في التصوف الإسلامي

Author

ياسين، نيفين إبراهيم إبراهيم محمد

Source

مجلة كلية الآداب

Issue

Vol. 2017, Issue 61 (31 Aug. 2017), pp.1122-1148, 27 p.

Publisher

Mansoura University Faculty of Arts

Publication Date

2017-08-31

Country of Publication

Egypt

No. of Pages

27

Main Subjects

Literature

Topics

Abstract AR


اختارت الباحثة أن تطرح موضوعا للبحث بعنوان ميتافيزيقا الخطاب الرمزي في التصوف الإسلامي ذلك أن الخطاب الصوفي و الرمزية المستخدمة في لغتهم أمران متلازمان كذلك تبدو لفة المجاز مسيطرة على عباراتهم المشحونة بالرموز و الإشارات في محاولة للتعبير عن وجدان صوفي عميق يترجم جالة من المشاعر الروحية الفياضة التي تستشرف تجليا إلهية و تنزلات روحية يمتلئ بها القلب الصوفي و تفيض بها روحه.


ولا شك أن الأسرار الغامضة التي يمتلئ بها التصوف وحالات الجذب و الفناء التي يتعرض لها الصوفي تستدعي وجود لغة قادرة على نقل تلك المعاني و تأويلها بل وربما محاولة الإفصاح عن مكنوناتها.

ولما كانت اللغة بحروفها التقليدية عاجزة عن التعبير عن تجربة الصوفي النورانية و إن حملت دلالات روحية وشحنات عاطفية فإن الغوص في متون الأصول اللاهوتية و الصوفية و كتب الديانات السماوية و النحل الفلسفية هي محاولة لتفسير ما يبدو غامضا و محملا بالتركيبات اللغوية و المشارب الدينية و الأيدولوجية.


إلا أنه من ضرورات البحث العلمي الأمين أن تقرر الباحثة أن لغة التعبير الرمزي و الإشاري تستعصي على التحليل لفقدانها الآليات و المعايير التي تصلح لتحليل الخطاب الصوفي.

وكما بدا واضحا أن أية محاولة لفهم الخطاب الصوفي ستصطدم دائما بسلطة فقهية استحوذت لنفسها على نوع من القداسة التي سيطرت على قدرة العقل على التحليل و الاستنباط خشية الوقوع ضحية لسطوة الفقهاء.


إن محاولة فهم الخطاب الصوفي و اللغة الرمزية و العبارات التي بدت شاطحة تستلزم القفز الميتافيزيقي فوق حواجز الجمود النصي و التفسيري لحالات الحدس و الاستنارة و الكشف.

فمن المؤكد أن اللغة العادية لا تقوم بدورها في تفسير الوجدان و العاطفة الصوفية و لا تنهض بتفسير حال الفناء و المعية مع الله كل ذلك وغيره كان من الأسباب التي دعت الباحثة إلى الولوج لهذا الموضوع الصعب علها تجد إجابات على فشل اللغة في التعبير.

و لذلك حاولت الباحثة من جانبها تناول موضوعات تظن أنها ضرورية في محاولة الوقوف على الدلالات الرمزية للنص الصوفي و منها على سبيل المثال:
1- عملية التغميض الرمزي.

2- سلطة النص الفقهي.

3-الخطاب الصوفي تجربة فردية.

4- الرمزية عند النفري و ملامح لغة المواقف و تجربة النفري.


ثم بيان المدى التي تصل إليه الكلمة من حيث اتساع الرؤية و ضيق العبارة في ضوء ميتافيزيقا الألفاظ للك جاءت إشكالية هذه الدراسة متمثلة في سؤال كبير ألا و هو:
كيف يمكن فض غموض هذه اللغة شديدة الخفاء و المحملة بشحنات رمزية و دلالات ميتافيزيقية تعبر فيما يعتقد الصوفي عن تجربته الروحية و محاولته للوصول إلى معرفة الحقيقية الغيبية
وفي سبيل ذلك طبقت الباحثة منهجا تحليليا نقديا يتفهم أن الفكرة ما هي إلا خاطر وجداني قد يتناقض مع عالم الفكر و المنطق لأنه يبقى تعبير عن باطن نفسي مشبوب بالشوق إلى المحبوب و يمثل حالة من القلق الكوني و الاضطراب الوجداني لوقوعه في حيز ضيق هو حيز التعبيرات اللغوية القاصرة و أخيرا أنهت الباحثة هذه الدراسة بخاتمة تلخص أهم النتائج التي توصلت إليها.


أسفر هذا البحث عن نتائج غاية في الأهمية و منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
أولا: يبقى النص الصوفي محاولة للظفر بمفاهيم غيبية و محاولة لتفسير الظاهرة النصية المتعلقة بقضايا التنزيل والوحي و الكشف الصوفي لهذا تختلف مدلولات الرمز الصوفي و النص المقدس باختلاف تجارب البشر و خلفياتهم العقائدية و الأيدولوجية.


ثانيا: لاحظت الباحثة عمق و خصوصية التجربة الصوفية باعتبارها تجربة وجدانية يحظى فيها الوجدان الصوفي بانبثاق الصورة الإلهية الكامنة في القلب لتصبح صورة مهيمنة تتجلى له شهوديا فتنكشف فيها الحقائق و الأسرار التي لا تتاح إلا للخاصة من أهل الله من الأسماء و الحقائق الربانية التي يجب سترها على العامة الذين لا يفهمون مقاصدهم و لا يتحملون أسرارهم على حد قول عطاء الله السكندري.


ثالثا: يذهب بعض الباحثين إلى أن من أسباب لجوئهم إلى الرمز يتمثل في عجز اللغة العادية عن الوفاء بالتعبير عن مواجيد الصوفية فيؤكد ابن عربي مثلا أن قوالب ألفاظ الكلمات لا تحل عبارة معاني الحالات الجذبية و خبايا عالم الغيب.


رابعا: يحمل الخطاب دلالات معتقة برياح الحب الإلهي و الخيال الصوفي الذي يبني الوصال مع المحبوب و يصل بين الأرض و السماء في لغة تشربت بنور المعرفة و مشاهدات الكشف و العيان الصوفي مما يجعل من اللغة أداة عاجزة أمام ضخامة التجربة و تعالي الصور العرفانية.


خامسا: تبقى اللحظات الخاطفة التي تصدر فيها الشطحيات المسرفة في الغموض لحظات نشوة و جذب روحاني ووجود عفوي عميق و ضارب في أعماق تجربة الصوفي ووجدانه التي تنكشف عن ثورة الروح و تمردها على سجن الجسد تلك اللحظة المليئة بالأسرار و التي يحظى بها الصوفي العظيم في كل الديانات و إن اختلفت الأسرار و البنى العقائدية وذلك أن لحظة الكشف الصوفي تمزج بين أبنية روحية و خطابات فلسفية يوحدها خطاب مغرق في الروحانية متوج بالتجليات الإلهية و إن تباينت أصوله العقدية.


سادسا: إن الخطاب الصوفي لا ينبثق إلا عن حالة وجدانية و لذلك يستوجب تفكيك رمزيته و انغلاقه الذي يظل رهين الثقافة الدينية المحبوسة في قوالب الوجد و الخيال و المحاطة بالقداسة مما يجعل الاقتراب من النص الصوفي أحيانا إجتزاء على ثوابت يصعب إن لم يكن من المستحيل تجاوزها فيركن الصوفي إلى السكون و عدم الخوض في تجربته اعتصاما بالنجاة من تقليل من لا يفهم معاني هذه الوجدانات العميقة من العامة الذين هم ليسوا من أهل التصوف.


سابعا: و بما أن اللغة لا تعبر إلا عن تصوراتنا فهي تكون غير قادرة على أن تصف لنا الحقائق الغيبية إلا أنها قد تولد شعورا معينا لدى الصوفي أو المتدين حيث تتواكب الألفاظ مع شحنات وجدانية تنقل شعورا بالقرب أو الحب أو المعية مع الحقيقة المطلقة أو مع الله في الأديان السماوية و مع ذلك تحمل الألفاظ دلالة شبيهة بالحقيقة الغيبية و تستطيع أن تعبر عن سموها و تعاليها.


ثامنا: و تطلعنا فلسفة الدين عند و ولتر سيتس و ردولف أتو على أن عيان الله لدى الصوفي العظيم هو الوضوح بحيث أنه ليستطيع أن يكتشف في صميمه عملية تجاوز كل تمييز بين ذات وموضوع و هو التجاوز الذي طالما اختلط مجالات و مشاعر ذهنية أخرى لا تمت له بصلة أعنى ببعض الإدراكات الحسية و الأفكار المتعلقة بالعقل الواعي لدرجة أننا قد نعجز عن فهم طابعه الحقيقي.


تاسعا: تبقى الرمزية الدينية غير قابلة للتحول إلى قضايا حرفية فلا يمكن مثلا التعبير بقضية حرفية عن طبيعة الله لأنها تأتي متضمنة صياغة تصورية و مع ذلك فليست الرمزية الدينية مجرد مجاز محض بل هي تمثل الإدراك المباشر لله في صميم الحدس الديني و ليس الله كما هو في غيبه و إطلاقه و تساميه.


كان اللحن من الأخطار الجسيمة التي هددت سلامة العربية ودعت المخلصين من علمائها إلى اتخاذ الخطوات الضابطة لها ففرزت لنا تلك الجهود المخلصة قواعد و ضوابط عصمت اللسان و القلم من الانزلاق و الانحراف.


واللحن ظاهرة طرأت على المجتمع العربي و تشتت فيه بعد دخول الأعاجم من غير العرب في الإسلام ولم تزل العرب في جاهليتها و صدر

American Psychological Association (APA)

ياسين، نيفين إبراهيم إبراهيم محمد. 2017. ميتافيزيقا الخطاب الرمزي في التصوف الإسلامي. مجلة كلية الآداب،مج. 2017، ع. 61، ص ص. 1122-1148.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1084021

Modern Language Association (MLA)

ياسين، نيفين إبراهيم إبراهيم محمد. ميتافيزيقا الخطاب الرمزي في التصوف الإسلامي. مجلة كلية الآداب ع. 61 (آب 2017)، ص ص. 1122-1148.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1084021

American Medical Association (AMA)

ياسين، نيفين إبراهيم إبراهيم محمد. ميتافيزيقا الخطاب الرمزي في التصوف الإسلامي. مجلة كلية الآداب. 2017. مج. 2017، ع. 61، ص ص. 1122-1148.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1084021

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

-

Record ID

BIM-1084021