مآثر الجراحين العرب في جراحة العظام و المفاصل

Abstract AR

بدأت علاجات الكسور و الخلوع منذ بداية التأريخ الانساني و بالرغم من أن المصريين القدماء ثم اليونانيين وغيرهم من الأمم القديمة قد ساهمت في وضع بعض الأسس لهذا التخصص ، إلا أن الكتابات الطبية التاريخية لم تسجل إضافات هامة في جراحات العظام في الفترات التاريخية اللاحقة حتى فترة ازدهار الطب في الدول الاسلامية .

وتهدف هذه الدراسة الى ابراز الدور الكبير الذي قام به الاطباء العرب و المسلمين في الطب العظام و المفاصل وقد شملت هذه الاسهامات تشخيص الكثير من أمراض العظام و ابتكار العديد من الطرق الجراحية المختلفة.

وقد ترجمة إضافات و ابتكارات العرب في هذا التخصص الى اللاتينية وعدد من اللغات فاستفاد الغربيون منها ، وكانت منطلقا لوضع الكثير من الاسس جراحات العظام الحديثة.

كان المصريون القدماء يمارسون علاجات الكسور و الخلوع وقد جاء في بردية إدين سميث التي يرجع تاريخها الى 1550 ق.

م.

تعطي فكرة عن الطب في عصر الفراعنة ومن ضمن ما تحتويه هذه البردية ثمانية وأربعين مشهدا واقعيا في جراحة العظام و الجراحة العامة فمؤلفها يميز بين الكسر والجزع ويعرف الجزع بأنه إصابة الاربطة دون تغيير في وضع العظام ، كما وصف كسر العمود الفقري و ما يتبعه من شلل رباعي و انتصاب واستمناء دون فقد الوعي.

وفي البردية نفسها إرشادات خاصة بخلع الفك الاسفل ( إذا تفحصت رجلا عنده خلع في الفك الاسفل ولا تستطيع إقفاله فضع على طرفي الفك داخل فمه وأصابعه يديك تحت ذقنه ثم عليك بعد ذلك رده الى الحلق فيعود الى مكانه ) وقد أستخدم القدماء جبائر من الخشب تلف حول الطرف المصاب وقد وصل علم العظام الى درجة من التقدم في الطب الاغريقي وعلى سبيل المثال يصف ابقراط الخلع الذي يحدث في عظمة الفخذ وصفا دقيقا حيث يقول : تبدو الساق أقصر اذا وضعت الى جانب الاخرى ويرجع هذا الى سببين : ان رأس عظمة الفخذ ترتكز على العظمة التي تصل المفصل بالعانة في حين يحمل التجويف الفلقي رقبة العظمة وتزول استدارة الآلية وتبدو مبسوطة للسبب نفسه وهو انتقال العظمة الى الداخل كما ان طرف عظمة الفخذ الاسفل ومعه الساق و القدم ينحرف الى الخارج .

ويتعذر على المريض أن يثني الفخذ على العانة ويمكن جس رأس عظمة الفخذ في العجان .

كما وصف أبقراط طريقة العلاج.

وقد وصف كل من ابوقراط وجالينوس بالتفصيل تثبيت الكسور باستخدام مثبتات خشبية ولم تسجل الكتابات الطبية التاريخية إضافات هامة في جراحة العظام في الفترات اللاحقة حتى فترة ازدهار الطب في الدولة الاسلامية لقد ترجم العرب الكثير من المعارف الطبية القديمة المتلاحقة: الهندية و الصينية و الفارسية و اليونانية ونقحوها وصححوها و أضافو اليها الكثير من المعارف الطبية العربية ليتركوا بصماتهم على العلوم الانسانية .

ولقد بذل الاطباء المسلمون جهودا متميزة ساهمت في تطوير جراحة العظام وشملت عدة نواحي منها تشخيص أمراض العظام وعلاجها كما اخترعوا الآلات القاطعة و المناشير وغيرها وطوروا الطرق الجراحية المختلفة المستخدمة في جراحة العظام .

وسنستعرض في هذه الدراسة الاسهامات التي قدمها الاطباء المسلمون ومآثرهم في هذا التخصص.