إشكالية الشر و الثيوديسيا، عند مفكري الإسلام و فلاسفة الغرب

Abstract AR

يقع الإنسان كثيرا في العديد من المشكلات الأخلاقية تثير بداخله الكثير من الأسئلة الأنطولوجية و الابستمولوجية التي تنم عن فهم غير صحيح لذاته وغاية وجوده فينجرف في سيل من الانحرافات الأخلاقية و القيمية و التي يعتبر الشر المحرك الأساس لها و برغم وجود تيارات فلسفية مختلفة اجتهدت في فهم الإنسان إلا أنها لم تستطع أن تستحدث حلا نهائيا لإشكالية الشر و التي تعتبر إشكالية قديمة حديثة متلازمة مع التفكير الديني و الفلسفي في كل زمان و مكان فلا نظن أن عصرا من العصور يأتي دون أن تعرض فيه هذه الإشكالية على وجه من الوجوه وأن يدور فيه السؤال و الجواب على محور قديم جديد لهذا فباب البحث و النقاش في حقيقة الشر يبقى دائما مجالا مفتوحا.

و مما هو جدير بالذكر أن إشكالية الشر في فلسفة الدين هي محاولة إيجاد حل للتناقض بين وجود الشر مع الإيمان بوجود إله يتمتع بقدرة و علم و خير مطلق أما الثيوديسيا ( العدالة الإلهية ) فهي محاولة تقديم تفسير فلسفي و أخلاقي قوي بحيث يكون سببا مقنعا أخلاقيا و فلسفيا لوجود الشر في العالم فهي محاولة لجأ إليها بعض الفلاسفة لتبرير وجود الشر مع الاحتفاظ لله بصفات كماله و قدرته و علمه أو بعبارة أخرى محاولة تقديم تفسير لما يعرف بـ ( المشكلة المنطقية للشر The Logical Problem) و التي تتمثل في الزعم أن وجود إله قدير عليم رحيم يتناقض مع وجود الشر لأن الشر محض فساد لا خير فيه.