رحلات الصيد بالأندلس عصر ملوك الطوائف (422- 483ه 1031-1090م)‎

Abstract AR

يعد الصيد واحدا من أهم وسائل الترفيه و ترجع أهمية الصيد إلى أنه يعد ضربا من ضروب الفروسية و لونا من ألوان الحرب يقوم على الكر و الفر و ارتبط الصيد عادة بالملوك و الأثرياء وذلك لضرورة الإنفاق و بسخاء على متطلبات الصيد من خيل و بزاة و كلاب و لذلك قيل لا يشغف بالصيد إلا الأغنياء و مما لا شك فيه أن الله حبا شبه الجزيرة الإيبيرية بطبيعة خلابة من غابات و جبال و أنهار على طول البلاد و عرضها مما جعلها تزخر بطرائد جعلتها مهيأة لعمليات الصيد و القنص و لذلك أقبل الصيادون في الأندلس على المناطق التى اشتهرت بالصيد و تعتبر سواحل البحر والأودية من الأماكن التى قصدها الناس للصيد و خاصة الطيور المهاجرة و المائية منها و التى تظهر في مواسم معينة.

و هو ما جعل طرق الصيد تتنوع بالعديد من الطرق و منها الصيد بالبزاة و الجوارح كما اعتمدوا كذلك في الصيد على الكلاب المدربة و هكذا وجد الأمويون الفارون إلى بلاد الأندلس تربة خصبة لمجال اشتهروا بمعرفتهم و خبرتهم فيه فمن المعروف أن بنى أمية كان لهم باع في الصيد و معرفة طرقه و دروبه فلقد عرف عن ملوك الطوائف أنهم من هواة الصيد بالبزاة حيث إنهم كانوا يدربون صقورهم و جوارحهم على الصيد في نواحى إشبونة و جبال شرق الأندلس و جزر البليار و تزخر كتب الأدب الأندلسي بأمثلة شعرية عديدة يتردد فيها ذكر الجوارح التى كانت تستخدم في الصيد وقد اهتم ملوك الطوائف بتبادل الطيور الجارحة الخاصة المدربة على الصيد فيما بينهم كما تهادوا فيما بينهم بحيوانات الصيد.

و هو ما يدل على مدى اهتمامهم بالصيد و هو ما سوف نتناوله بالتفصيل.