المجانية في التعليم : رؤية واقعية و بدائل مقترحة

Abstract AR

مجانية التعليم في مصر حق أصيل كفله الدستور و القانون بل و دافعت عنه الدوله دفاعا مستميتا منذ ثورة يوليو 1952وحتي الآن ‘ و المتتبع لمجانية التعليم في مصر يجدها ارتبطت إرتباطا وثيقا بالعدالة الاجتماعية و حق الشعب في الاستمتاع بتعليم حيد يعود علي الدولة بالتنمية في كافة المجالات كرافد رئيس من روافد التنمية.

و مع التوجهات العالمية المعاصرة و زيادة التحديات المتلاحقة علي كافة الأصعدة محليا و إقليميا و عالميا و بروز تيار الرأسمالية و الذي تعبر عنه الخصخصة في أبرز صورة أصبحت مجانية التعليم المصري في خطر بل و اتسعت الفجوة بين دستور يؤكد المجانية و ممارسات عملية ترفض ذلك و من الأرقام التي تزعج أن ميزانية التعليم المصري االتي تتجاوز 120 مليار جنية يواكبها علي التوازي ميزانيات أخري يتكفل بها الشعب و تهدد مسيرة المجانية فعندما نقول إن الأسرة المصرية تنفق علي الدروس الخصوصية ما يعادل 23 مليار جنية سنويا خلاف ما تنفقه الأسر علي مستلزمات الدراسة من ملابس و أدوات وغيرها أضف إلي ذلك المدارس الخاصة في مصر و إقبال الناس عليها بمبالغ باهظة كل هذا يؤكد أننا في خطر فيما يخص المناداة بالمجانية و العدالة و حقوق الطالب في نظام التعليم المصري.

وهنا تأتي الورقة البحثية متسائلة: هل نحن فعلا كمجتمع نتمتع بمجانية التعليم وهل الدولة فيما يخص المجانية حريصة علي دعمها و دعم انتفاع الناس بها أم أن المجانية شعارات جوفاء لا وجود لها تساؤلات عديدة نتناولها في هذه الورقة من خلال مجموعة من المحاورالتي تستهدف تعرف مفهوم المجانية و متطلبات دعمها و أهم المعوقات التي تحول دون انتفاع الناس بما تقره الدولة من مجانية التعليم وأين نحن من العالم فيما يخص تلك المجانية إن الحديث عن مجانية التعليم في زمن الرأسمالية وتوغل العولمة هو حديث شائك عن القيم المتضاربة قيم العدالة و المساواة التي يحيط بها واقع الاستئثار و الاحتكار قيم الحرية و الانفتاح علي الآخر و التي تؤثر علي قيم الثقافة المحلية قيم الاشتراكية و التكافل و ما يحيط بها من الاستحواذ و سطوة رأس المال المتوحشة و مع كل هذا تبقي المجانية راسخة لايجب أن تمس بل يجب أن تعاد إليها الحياة وفق رؤي جديدة و مقترحات جديدة تنقل المجانية من إطارها التشريعي الدستوري إلي الممارسة العملية الفعلية علي أرض الواقع و هذا ما يسعي إليه تلك الورقة البحثية و التي من خلالها ندرك كيف يمكننا أن نرسخ توجه المجانية في التعليم المصري في ضوء التحديات المعاصرة