معوقات المواءمة بين النواتج التعليمية لكليات الزراعة و متطلبات سوق العمل : دراسة تحليلية \

Abstract AR

ارتبط تاريخ الإنسان على سطح الأرض بسعيه الدائم نحو وسائل إشباع حاجاته الأولية و الثانوية إبقاء على حياته و انتقل من التقاط الثمار و التغذية عليها إلى ممارسة الصيد ثم تحول إلى رعى الحيوانات و ما صاحبه من تنقل و ترحال بحثا عن الماء و العشب إلى أن أدرك العلاقة بين الماء و النبات و التربة فاستقر بأماكن توافر المياه و استنبت بعض النباتات و المحاصيل و بذلك عرف الإنسان الزراعة و سرعان ما استحدث وسائل تسهل عليه عمله وتمكنه من تسخير الطبيعة و إخضاعها لسيطرته.

و تلازمت معرفة الإنسان للزراعة مع ظهور الحضارات الإنسانية فكانت أول نشاط حضاري عرفه الإنسان منذ اتجاهه إلى الاستقرار و بناء حياة مدنية وقد هدفت – كنشاط إقتصادى – إلى توفير الغذاء الآمن للإنسان و الحيوان لكن سرعان ما تطورت و دخلت في الكثير من المجالات الأخرى كالصناعية و التجارية وغيرها كما كانت نواة لبناء الإقتصاد و الدولة الحديثة و تطورها ( صالح 2015 12: 15 ).

وقد ارتبطت مصر و حضارتها بالزراعة و ساعدها على ذلك نهر النيل و ابتكر المصرى القديم الآلات الزراعية و آلات الرى و عنى المصريون بتصوير العمليات الزراعية على جدران معابدهم ووضعوا أساس التقويم الزراعى فكانت مصر أول دولة نظمت فيها الزراعة بمواعيد ( قنديل 2007 14 ).

و ما أن أدرك الإنسان أن الزراعة هى أساس جميع نشاطاته الحياتية و نقطة إنطلاقه نحو التنمية إلا و بادر بنقل خبراته عنها لأبنائه و أحفاده و مع تطور الحياة و تنوع الخبرات و اختلافها اتسعت مداركه و آفاقه الذهنية و تأملاته و بحثه عن أصول الأشياء و تطورها و فطن لضرورة قيام ذلك الأساس الحيوى (الزراعة) على أسس علمية صحيحة و على أيدى عمالة متخصصة و مدربة يتم إعدادها في مؤسسات تعليمية تخضع للتطورات العلمية و التكنولوجية الحديثة وفي سبيل ذلك كان لابد من تأسيس تعليم زراعى متخصص.

و يتعين علي الإعداد الأكاديمى المتخصص ضمان تأهيل الخريجين لسوق العمل إلا أن التعليم الجامعى في مصر ولاسيما التعليم الزراعي الجامعي يعانى من ضعف المواءمة بين مخرجاته و بين احتياجات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و ضعف مواكبة التخصصات القائمة للتطور التكنولوجى المتسارع فضلا عن ارتفاع تكلفة التعليم الجامعى و ارتفاع نسبة البطالة بين خريجيه.