دعاوى حرية التعبير و أثرها في محاولة زعزعة الاستقرار و الثوابت الشرعية

Abstract AR

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا و بعد:
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102].

و قال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} [النساء: 1].

و قال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما} [الأحزاب: 70 71].

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

جاءت الشريعة الإسلامية بضوابط لتنظيم شئون حياة الناس فيما بينهم و كانت أحكامها مراعية لمصالح الناس و درء المفاسد عنهم وقد كفلت الشريعة بأحكامها الحرية بكافة ألوانها و أشكالها شريطة أن تكون في نطاق شرعي مستند إلى أدلة شرعية.

وسوف نلقي الضوء في هذا البحث على موضوع شائك كثر الحديث عنه و التمسك به وأن أمور الحياة و شئونها في نظر من تمسكوا بهذا- و الذي يعتبرونه مبدأ من مبادئ الحياة الإنسانية الواجب التطبيق- تقوم عليه فكل حركة و سكنة في الحياة تنطاع لهذا الموضوع.

هذا الموضوع هو حرية التعبير عن الرأي الذي غالى فيه الكثير حتى أصبح آفة أصابت المجتمعات فأفسدت أكثر مما أصلحت فنجد بلايا قد ظهرت و مخالفات قد بدت تحت هذا الشعار حتى وصلت تلك البلايا و المخالفات إلى الطعن في الثوابت الشرعية التي لا يملك أحد أن يطعن فيها بأي وجه كان و لو كان هذا الطاعن من غير ملة الإسلام.

و نحن في هذا البحث سنتناول الحديث عن هذا الموضوع تحت عنوان «دعاوى حرية التعبير و أثرها في محاولة زعزعة الثوابت الشرعية» وسوف نتبع في جمع مادة هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي الاستقرائي وذلك في عدة مباحث هي:
المبحث الأول: تعريف حرية التعبير و الثوابت الشرعية لغة و اصطلاحا.

المبحث الثاني: ضوابط حرية التعبير في الشريعة الإسلامية.

المبحث الثالث: أثر الضروريات المقاصدية الخمسة في حرية التعبير.

المبحث الرابع: أثر حرية التعبير في محاولة زعزعة الثوابت الشرعية.

ثم أتبعت تلك المباحث بخاتمة بينت فيها أهم ما توصلت إليه خلال بحثي في هذا الموضوع.