التواؤم النصي و أثره في الدلالة : الإحالة في رحلة تعلم موسى من الخضر : النظرية و التطبيق

Abstract AR

التواؤم النصي و أثره في الدلالة الإحالة في رحلة تعلم موسى من الخضر النظرية و التطبيق.

تمثل لسانيات النص اتجاها حديث النشأة يهتم بدراسة النصوص من حيث البنية و علاقات التناسق و التواؤم المتواجدة فيها كما تركز على أهمية التوظيف الاتصالي للنصوص في إنتاج الإشارات اللغوية و استقبالها للفهم النصي فالنص وحدة لغوية كبرى يجتمع في تركيبه عدة وحدات جزئية من أـدوات لغوية يحكمها الترابط و التماسك ووسائل و أنواع و إحالات مختلفة في سياق نصي يؤلف بين العبارتين أو الجملتين أو الفقرتين أو عدة فقرات أو عدة فصول ليمنح بعد ذلك الخلفية لدى المتلقي حين تلقيه النص أو تحليله له و هذا هو هدف البحث و نقطة انطلاقه و يعد النص القرآني أروع مثال و أفضلها على الإطلاق تماسكا و تواؤما بين بنياته و أجزائه وقد وقع الاختيار على أهم وسائل ذلك التواؤم و التماسك البنيوي و هو الإحالة على اعتبار أن للإحالة دورا كبيرا في خلق سمة النصية بوصفها أهم العلاقات التي تربط العناصر اللغوية بعضها ببعض و تعمل على تماسكها و الربط بينها حيث إننا نرى شيوع العناصر الإحالية في النص القرآني وورودها في سياقات متباينة وفي أبنية مختلفة و تعدد دلالتها سواء أكانت تلك الإحالة على متقدم أو متأخر و بخاصة في القرآن الكريم الذي يعد الأنموذج الأعلى للاتساق النصي و الانسجام الدلالي بحيث صار القرآن كله كالسورة الواحدة أو هو في حكم كلام واحد يفسر بعضه بعضا فما أجمل في مكان فقد فصل في موضع آخر و ما اختصر في مكان فإنه قد بسط في آخر فكان اختياري للتواؤم النصي فيه مجالا لبحثي وقد تخيرت الإحالة بالضمير ذلك أن جميع الإحالات بالضمائر دالة على أن هناك خيطا نحويا يربط أجزاء النص بعضه بعضا فالضمائر هي الأصل في الربط بين الأسماء وقد رأى البعض أن الرابط من الضمائر هو الضمائر البارزة فحسب ذلك أن الضمير المستتر _في نظرهم_ يعد قرينة معنوية تستنبط بالعقل و لا يشير إليها لفظ وقد طبقت ذلك على قصة موسى عليه السلام مع الخضر و بينت أثر الإحالة بالضمير في ربط أجزاء القصة و تماسكها و ظهر ارتباطها بما قبلها و بما بعدها.