حقيقة المسيح (عليه السلام)‎ عند معاصريه بحسب الأناجيل

Abstract AR

الحمد لله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفي سيدنا و حبيبنا و قدوتنا محمد و على آله و صحبه أجمعين إلى يوم الدين أما بعد: فإن المطلع على أناجيل النصارى الأربعة و المتتبع لها يمكنه أن يلحظ أنها لا تعدو أن تكون مجرد سرد تاريخي و تتبع قصصي لسيرة المسيح- عليه السلام- من وجهة نظر نصرانية خالصة رواها مجموعة ممن ادعى النصارى معرفتهم بالمسيح و قربهم منه و بغض النظر عما يكتنف هذه الأناجيل من عوار في السند و المتن فإنها قد حوت الكثير من صفات المسيح و أحواله على لسانه هو و على لسان شخصيات الأناجيل المختلفة سواء أكانت هذه الشخصيات من المقربين للمسيح أو من عامة الناس على عهده أو حتى من أعدائه.

و المتتبع لكتابات النصارى أيضا على مدار تاريخهم يجدها تتجاهل أحيانا شهادات أهم الشخصيات في الأناجيل و تقوم أحيانا أخرى بتأويل الشهادات التي تحتمل التأويل على حسب الأهواء و الرغبات على الرغم من أن كثيرا من شهادات من عاصروا المسيح كانت واضحة و قاطعة لا تحتاج إلا إلى الوقوف معها و إبرازها و إبدائها للقارئ و من ثم كان هذا البحث لإبراز هذه الشهادات و إبراز حقيقة أصحابها و مدى موافقتهم للمسيح- عليه السلام- في فكره و دعوته من مخالفتهم له.

أسباب اختيار الموضوع.

1- إن شهادات معاصري المسيح على الرغم من أهميتها و خطورتها لم يقم أحد من الباحثين - فيما انتهى إليه البحث- بإفرادها ببحث مستقل يتبعها و يستخلص طبيعة المسيح في عيون أهل زمانه.

2- إن النصارى اعتمدوا بشكل تام على شهادات وافقت أهواءهم و اتسقت مع مبتغاهم في تأليه المسيح و إقرار التثليث هذه الشهادات لم تكن ممن عاصروا المسيح و لا ممن اطلعوا على سيرته وعاينوا أفعاله و أقواله.

3- إن أعداء المسيح كانوا من أهم الشخصيات التي عاصرته وقد كان لهؤلاء الأعداء رؤية خاصة للمسيح تناقلتها الأناجيل و تجاهلها النصارى على مدار تاريخهم و يأتي هذا البحث ليقف مع هذه الرؤى وتلك الشهادات علها تحمل في طياتها ما عمد النصارى إلى طمسه و إخفائه.