الخروج من غزة بداية النهاية للمشروع الصهيوني

Abstract AR

تناولت أقلام عديدة وكثيرة حدث الخروج الصهيوني من قطاع غزة، أو ما عرف بفك الارتباط الصهيوني مع قطاع غزة من طرف واحد، أو ما حاولت أن تروج له بعض الأقلام أنه انسحاب صهيوني من القطاع، في الوقت الذي يمثل في أحسن الأحوال إعادة انتشار وتمركز لقوات جيش العدو الصهيوني حول قطاع غزة، ومحاصرته من الخارج، وتحويله إلى سجن كبير.

تناولت معظم تلك الأقلام تحليل الحدث من وجهة النظر السياسية وآثاره الجانبية وتوابعه الاقتصادية، واختلفت فيما بينها عن الأسباب التي أدت إلى إقدام العدو الصهيوني على هذه الخطة، ما بين اعتباره تحرير وانتصاراً للمقاومة وإرادة الصمود عند الجماهير الفلسطينية، وما بين من اعتبره ثمرة للجهود السياسية والضغوط الداخلية الصهيونية والخارجية على الإرهابي شارون، وأنه جزء من خارطة الطريق، وما بين من اعتبره مؤامرة، لعبة من الإرهابي شارون للالتفاف على خطة خارطة الطريق، وتصفية القضية المركزية للأمة فلسطين.

في هذه الدراسة سنحاول أن نضع هذا الحدث الذي قد يمثل منعطفا مهما وخطيرا في تاريخ الصراع، إما إيجابيا إذا ما أحسن استغلاله واستثمار الأسباب التي دفعت العدو الصهيوني للإقدام على هذه الخطوة، التي تمثل سابقة في تاريخ صراعه من أجل الاحتفاظ بأكبر جزء ممكن من الأرض الفلسطينية، ونقل نفس التجربة التي أدت إلى هذه النتيجة إلى الضفة الغربية.

أو سلبا إذا لم يدرك الفلسطينيون والعرب والمسلمون أهمية هذا الحدث، وضرورة استثماره في تخفيف الضغوط الصهيوـ أمريكية عليهم، بل وتكثيف ضغوطهم عليهما وعدم الهرولة للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني، لأن هرولتهم للتطبيع وإقامة العلاقات المختلفة معه تأتي خطوة عكس الاتجاه الصحيح لاستثمار حدث الخروج من غزة، وتُطمع العدو الصهيوـ أمريكي في الأمة، وزيادة مطالبه بمكافئته على هزائمه واندحاره مكرها وليس طائعا.